نشرت صحيفة جلوب آند ميل الكندية هذا الأسبوع تحقيقا صحفيا عن الأعراض الجانبية للأدوية المسموح بها فى كندا، ورد فيه أن الصحة الكندية تلقت بلاغات عن حدوث أعراض جانبية خطيرة نتيجة لتناول أدوية وصفها أطباء وتم صرفها بتذاكر طبية رسمية بلغت ثلاثين ألف بلاغ خلال العام الماضى.
من المعروف أن كندا من أكثر البلاد انضباطا فى شئون الصحة والدواء وأن سياستها تفوق الولايات المتحدة الأمريكية فى الانحياز لجانب مواطنيها إذ إنها لا تسمح بسهولة بدخول الأدوية التى تجيزها الولايات المتحدة إلا بعد اختبارات أكثر صرامة من جانبها لاختبار كفاءة وسلامة الدواء وصلاحيته للتداول وعلاج مواطنيها.
توصيف الأعراض الجانبية فى كندا لدواء ما بالخطيرة يبدأ بضرورة انتقال المريض بعد تناوله الدواء إلى المستشفى، أو إصابة المريض بعيب خلقى (إذا تعاطته سيدة حامل)، أو إصابة المريض بمضاعفات تستحيل معها الحياة فتؤدى للوفاة. مازالت فى الذاكرة القريبة ما أقدمت عليه شركة ميرك من سحب دوائها الشهير Vioxx المقاوم للألم بعد أن تعددت إصابة من تناوله بجلطات الشرايين التاجية وثبتت علاقته بالتسبب فيها.
ومازالت علامات الاستفهام تلح على الأذهان تطالب بكشف الحقائق عن علاقة منظمة الصحة العالمية بشركات الدواء العملاقة التى باعت وهم مصل إنفلونزا الخنازير للعالم وتقاضت ثمنه مقدما مليارات من ميزانيات حكومات ثرية وشعوب دفعت صاغرة على حساب أولويات تنازلت عنها خشية الوباء.
أما مشكلة الساعة فتتعلق بعقار (Avandia) والذى يستخدم منذ سنوات عديدة فى علاج مرض السكر لكن هناك حالات عديدة تم تسجيلها أصيب فيها الكثير من المرضى بآلام شديدة فى الصدر دون سبب واضح وحالات أخرى تم فيها تشخيص الحالة على أنها قصور لشرايين القلب التاجية.
لذا فهيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تطالب حاليا بسحبه من الأسواق لخطورته على مستقبل مرضى السكر.
تجارة الدواء والسلاح عوالم خفية يحكمها قانون الربح بلا خسارة. الربح لهم والخسارة للإنسان فى كل مكان.