قد يكون الحب من أول نظرة هو ما يجمع بين القلب والعين فى نظر الكثيرين وأول ما يتبادر للذهن عند المتفائلين. لكن للطب والأطباء نظرة أخرى أكثر واقعية وأقل رومانسية تربط العين والقلب.
ارتفاع ضغط الدم له تأثير مباشر على العين إذ إنه يؤذى الشرايين الرقيقة التى تغذى شبكية العين: الطبقة الحساسة للضوء والمسئولة عن حاسة الإبصار والقدرة على الرؤية. تلك حالة مرضية تصيب من ٢ - ١٤ بالمائة ممن تخطوا سن الأربعين ويعانون من ارتفاع ضغط الدم خاصة إذا كان الإنسان مصابا بداء السكرى.
لا يقف الأمر عند ذلك الحد إنما قد يتخطاه للإصابة بجلطة فى العين (جلطة شريانية أو وريدية) أو أيضا يتسبب فى إصابة العصب البصرى حينما تقل نسبة الدم الوارد إليه أو ينتج عنه ارتفاع ضغط العين فيما يعرف بالجلوكوما أو المياه الزرقاء. فى النهاية تحلل مركز الإبصار الناتج عن التقدم فى السن.
- ارتفاع ضغط الدم الشديد دون علاج يؤثر على شبكة الشعيرات الدموية الرقيقة التى تغذى الشبكية الأمر الذى يتسبب فى انسدادها وهو يماثل ما يحدث لشرايين القلب التاجية.
قد يعقب ذلك انفجار بعضها وحدوث نزيف فى الشبكية أو تتراءى نقاط فى مجال الرؤية كقطع القطن المندوف هى بقايا الأنسجة التى أصابها العطب.
- ارتفاع ضغط الدم قد يؤثر على الماقولة أيضا (البقعة المركزية فى الشبكية) الخلايا الميتة والدهون والسوائل التى تنتج من تأثر شرايين الشبكية بما أصابها من جراء ارتفاع ضغط الشرايين قد تؤدى لتورم الماقولة الأمر الذى معه يفقد الإنسان القدرة على الرؤية.
- ارتفاع ضغط الدم قد يلحق الضرر بالعصب البصرى أيضا إذ إن وظيفته الهامة فى نقل الإشارات البصرية للمخ تتأثر بلا شك بنقص تيار الدم الوارد إليه من شبكية الشرايين الرقيقة التى تغذيه.
تأثر العصب البصرى قد يصل إلى مرحلة فقد الإبصار بلا رجعة.
قد تبدو الرؤية قاتمة لكن الأمر الذى يوحى بالتفاؤل أن تلك التغييرات تحدث ببطء شديد يمكن معه اكتشافها ربما فى بداياتها إذا ما حرص الإنسان على إجراء الكشوف الدورية التى يمكن منها استشراف الخطر.
الوقوف بمعدلات ضغط الدم ونسبة الجلوكوز عند حدود طبيعية أو مقبولة يقى العين والقلب من شر علاقة غير رمانسية بالمرة.