ليلة.. أما ليلة ياسلام! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 8:23 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ليلة.. أما ليلة ياسلام!

نشر فى : السبت 3 أغسطس 2024 - 7:55 م | آخر تحديث : السبت 3 أغسطس 2024 - 7:55 م

** أختصر بهذا العنوان ظاهرة مصرية وعربية، وهى الفرحة والمتابعة باتساع العالم العربى من الخليج إلى المحيط. مع منتخبى مصر لكرة القدم وكرة اليد، ومع منتخب المغرب أسود أطلس فى صراع التأهل إلى قبل نهائى كرة القدم، وفوز منتخب اليد على النرويج ثانى العالم. كنا نقف ونصرخ، ونوجه، وننصح، ونفقد أعصابنا. حقيقة التفاعل الجماهيرى أو الشعبى المصرى والعربى مع المنتخبات الثلاث تراه فى صورة الترند على مواقع التواصل الاجتماعى، وتراه حولك أينما كنت فى منزلك أو فى كافيه أو مقهى أو شاطئ على الساحل (سواء الطيب أو غيره). لا أحد ينسى كيف كانت الفرحة عربية يوم تأهل أسود أطلس إلى الدور قبل النهائى فى كأس العالم 2022 ويوم فاز الأخضر السعودى على الأرجنتين فى المونديال. لحظة واحدة نقف فيها ونفكر ونشعر ونفهم معنى ذلك. هو شعورعربى عام. هو فرحة بانتصار يمس كبرياء الأمة. هو حالة توحد تختصر كل ما قيل فى التاريخ عن وحدة العرب أو رغبتهم فى الوحدة، وتختصر بكل صراحة، كل ماقيل وسيقال عن انتصار رياضى يعوض هزيمة علمية أو صناعية أو تجارية أو حتى هزيمة فى «ميدان الأمم المتحدة»، حيث نخسر حقوقنا، بسبب الغرب العنصرى.

** لقد كانت بحق ليلة فيها الكثير من الفرحة المصرية والعربية، وهذا تفسيرى. وقد أكون على خطأ. تاركًا المجال لحضراتكم للتفكير فى معنى هذا التوحد العربى مع الرياضيين العرب فى المنافسات الرياضية الكبرى. لكن مع الأسف حتى كتابة هذه السطور كان الرصيد العربى من الميداليات متواضعًا للغاية. فضية التونسى فرجانى فى السلاح وبرونزية المصرى محمد السيد فى السلاح أيضًا.
** ألف سلامة للنجم زيزو الذى كان بذل جهدًا كبيرًا فى آخر مباراتين للفريق، وكان صاحب تمريرة هدف التعادل الذى سجله النجم إبراهيم عادل. أتمنى أن يواصل منتخبا مصر لكرة اليد وكرة القدم الطريق الصعب والشاق فى أعلى المستويات الرياضية. وصحيح أن الأمر يختلف بالنسبة لليد التى تضم ساحتها أقوى المنتخبات، بينما ما زالت كرة القدم الأوليمبية لا تقارن بكأس العالم الذى صنعه فيفا كجزء فى معركته ضد اللعبة على المستوى الأولمبى.
** على مائدة باريس الكثير من الإنجازات البشرية التى تستحق الفرحة أيضًا، فلا يكفى أن نتابع الأوليمبياد من أجل الفوز فى مباراة كرة قدم أو كرة يد. فهناك على المائدة الأولمبية الكثير جدًا الذى يستحق المشاهدة والمتابعة، فقد أصبح السباح الفرنسى ليون مارشان (17 عامًا) صاحب أكبر رصيد من الذهب فى الدورة بفوزه بسباقات 200 متر صدر و200 ومتر فراشة و200 متر متنوع و400 متر متنوع، وهو أول فرنسى يفوز بأربع ذهبيات وثالث سباح يحقق هذا الإنجاز فى دورة أوليمبية واحدة بعد الأسطورة الأمريكى مايكل فيليبس (28 ميدالية أوليمبية فى كل مشاركاته) ومواطنه مارك سبيتز. ولفت الأنظار إلى أن ماشان جمع بين ذهبيتى الصدر والفراشة، وأن السباقين كان الفارق بينهما ساعتين. كذلك واصلت السباحة الأمريكية كاتى ليديكى صياغة التاريخ بالسعى لميدالية أوليمبية تاسعة فى باريس والميدالية رقم 14 فى تاريخها الأوليمبى. وتعد سباحات أستراليا من ظواهر هذه الدورة لا سيما أريارن التى تسعى للفوز بالذهبية الأوليمبية الخامسة. وهى منافسة قوية للأمريكية ليديكى.
** الصين تصدرت جدول الميداليات (حتى صباح أمس) 13 ذهبية و31 ميدالية إجمالية تليها فرنسا 11 ذهبية ثم أستراليا 11 ذهبية وأمريكا 9 ذهبيات. وواصل الصينيون إبداعهم فى الغطس والرماية والجمباز وتنس الطاولة. ولعل الرئيس الفرنسى ماكرون يسأل نفسه الآن هل نستمر فى المركز الثانى؟ وقد كان صرح قبل الدورة أن هدف فرنسا هو دخول دائرة الخمسة الأوائل.
** الفروسية من أمتع المنافسات، فى الألعاب الأولمبية. وسبق أن تحدثت عن الترويض والضاحية وهذه المرة عن فوز الفريق البريطانى بقفز السدود ارتفاع بعضها وصل إلى 1.65 متر. والطريف أن بعض التقارير الصحفية أشارت إلى أن الجياد قد لا تفضل المشاركة فى الألعاب الأولمبية، لأنها لا تشارك باختيارها.
** ستوزع فى باريس 329 ميدالية ذهبية. فى 32 رياضة. وأصغر الرياضيين المشاركين فى أوليمبياد باريس هى الصينية زيهانج وعمرها 11 عامًا و11 شهرًا فى لعبة سكيت بوردر، أما أكبر لاعبة فهى الأسترالية الفارسة مارى جانا 69 عامًا.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.