زبالة الجيزة! - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 8:40 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

زبالة الجيزة!

نشر فى : السبت 3 أكتوبر 2009 - 9:54 ص | آخر تحديث : السبت 3 أكتوبر 2009 - 9:54 ص

 يبدو أن محافظ الجيزة اللواء سيد عبدالعزيز يتولى أمر محافظة أخرى غير التى نعرفها، ولو كان المحافظ يعرف محافظته التى نعيش فيها ما كان صرح يوم الأربعاء الماضى بأنه نجح فى القضاء «تماما» على مشكلة القمامة.

قد نصدق المحافظ إذا قال إنه نجح فى القضاء تماما على الاحتلال الإسرائيلى لفلسطين، والأمريكى للعراق أو هيمنة محافظة 6 أكتوبر المتزايدة على الجيزة، لكن أن يقضى على القمامة فى الجيزة، فذلك أمر أصعب من المستحيل نفسه.

عشت فى الجيزة وضواحيها منذ عام 1982 ولم أغادرها إلا منذ أسبوعين لأسباب متعددة منها القمامة والتلوث وبلطجة «إمبراطورية الفولكس» فى فيصل و«مافيا التوك توك» فى المساكن.

لن أحدث الوزير عن جبال القمامة المنتشرة التى صارت من المعالم السياحية للمحافظة ولو استمرت بهذه المتوالية فسوف تصير ركنا أساسيا يدخل فى البرامج السياحية مثلها مثل الهرم وأبوالهول وسقارة.

لا أعلم هل ذهب المحافظ مصادفة إلى إمبابة أو بولاق، سواء فى شوارع رئيسية أو فرعية، هل ساقته المقادير المأساوية ليرى شوارع مساكن كفر طهرمس أو صفط اللبن أو جمهورية ترسا المستقلة ومملكة الكونيسة.

أدعو الوزير إلى التجول على الأقدام فى مقر محافظته فى نصرالدين بالهرم ليمر على أول شارع فيصل، وبعده بأمتار قليلة سيجد مقر حى بولاق الدكرور.. وأقسم بالله أن الفوضى والإهمال وجرأة السكان وصلت إلى أنهم صاروا يلقون بالزبالة أمام مقر الحى نفسه، الذى يفترض أنه الجهة التى يقع على عاتقها تنظيف المحافظة.

فى شارع يدعى جدة متفرع من شارع عبدالناصر بمساكن كفرطهرمس، هناك قطعة أرض فضاء، يقوم بعض سكان الشارع والمنطقة بإلقاء القمامة فيها.

وعندما يتفاقم الأمر ويكثر الذباب وتصبح الرائحة الكريهة لا تطاق، يتحرك بعض «نظفاء» الشارع ويلجأون إلى الحى فيخذلهم، فلا يعد أمامهم سوى تنظيف المنطقة بجهودهم، وبعدها بأيام قليلة يعود الأمر إلى ما كان عليه.. وهكذا.

المأساة الحقيقية فى الجيزة وغالبية مصر أننا كشعب لم نعد نشعر بأن تراكم القمامة فى الشوارع أمر غريب أو شاذ، صرنا مدمنين للأسف على القمامة، نتحدث كثيرا عن النظافة ولا نمارسها، صرنا «مطبعين» مع الزبالة.

وأتمنى ألا يبادر المتحدث باسم العلاقات العامة بمحافظة الجيزة غدا إلى التوضيح والقول إن الأمر متعلق بمشاكل راهنة مع شركة إيطالية أو إسبانية أو حتى موزمبيقية، استيطان الزبالة بدأ قبل سنوات وقبل المحافظ الحالى نفسه، وواصل التعملق حتى أصبح أحد مكونات المكان.

لا أطالب المحافظ بالذهاب إلى المناطق العشوائية فى محافظته، عليه فقط أن يمر ليلا أو نهارا فى الشوارع الخلفية لمحافظته فى منطقة يفترض أنها راقية، عليه أن يجرب السير فى شارع البطل أحمد عبدالعزيز بالمهندسين، باختصار عليه أن يختار أى شارع ويراقب سلوك المواطنين، وإهمال الحى وتقاعسه.

وختاما سيدى المحافظ أتمنى أن تتوقف «نهائيا» عن التصريحات حتى تقض على القمامة نهائيا فعلا، وفى هذه الحالة أشك كثيرا أن تتحدث بقية حياتك!.

ehussein@yahoo.com

عماد الدين حسين  كاتب صحفي