ليس ترويجا لنظرية المؤامرة.. ولكن أشك كثيرا فى أن الذين نفذوا الهجوم الإرهابى والإجرامى ضد كنيسة سيدة النجاة قبل يومين فى العراق هم مسلمون حقيقيون. أسماؤهم قد تكون محمد وأحمد وأبوبكر وعلى وأبومصعب وأبوقتادة، لكنهم لا يدركون أنهم أدوات تعمل ضد وطنهم العراق وعروبتهم وإسلامهم.
فى مثل هذه العمليات لا تسألوا عن أسماء أو ديانات أو هويات المنفذين أو من ضغط على الزناد.. ابحثوا عن المخططين.
عندما تفتش عن المستفيد من احتجاز رهائن فى كنيسة الكرازة ببغداد وأى عمل إجرامى مشابه سوف تكتشف فورا ان إسرائيل، ومن يريد استمرار الانقسام العربى هو المستفيد الأول.
بات المرء يشك كثيرا أن هناك تنظيما فاعلا الآن اسمه «القاعدة» ولا يمكن استبعاد أن من ينفذون مثل هذه العمليات هى أجهزة مخابرات أجنبية محترفة، لا تريد للاحتلال أن ينتهى ولا تريد للعراق أن يستعيد عافيته.
الفيصل بين الوطنى والخائن، فى العراق وفلسطين هو الموقف من الاحتلال. من يوجه رصاصاته ضد المحتل هو مقاوم ومن يفعل غير ذلك فهو خائن حتى لو أقسم بأغلظ الأيمان أو أصدر مليون بيان ضد أمريكا وإسرائيل.
ولا نعرف ما هى العلاقة بين مقاومة احتلال العراق وأقباط مصر.. وما هى العلاقة بين الغزو الذى أعاد العراق مئات السنين إلى الخلف وبين قضية وفاء قسطنطين أو كاميليا شحاتة؟!
بالطبع يمكن توجيه انتقادات كثيرة للبابا شنودة ولبعض السياسات، التى تتبعها الكنيسة القبطية، لكن ذلك ينبغى أن يتم هنا فى مصر وعلى أرضية وطنية، وليست طائفية هدفها المصلحة العامة، أما أن يتم تهديد الكنيسة من جماعة مجهولة فى العراق، فالأمر ليس فى حاجة إلى توضيح، وهدفه الواضح هو صب المزيد من النار على البنزين واشعال الفتنة فى كل المنطقة.
هل تتذكرون جماعة أبونضال الفلسطينية وأمثالها؟! الموساد الإسرائيلى تمكن من اختراقها وتوجيه معظم عملياتها ضد الشخصيات الفلسطينية.
شىء مثل ذلك يتكرر بالضبط الآن.. شباب متحمس وبدلا من توجيه ضرباته إلى الاحتلال فى العراق أو فلسطين يستدير ليوجه رصاصاته ضد الأقباط أو أى أقلية، ولا يدرك أنه ينفذ بالضبط أجندة أعدائه.
هل لاحظ أحدكم أن معظم عمليات العنف والقتل فى العراق تتم الآن ضد أبرياء ومدنيين وأن المحتل وأعوانه صاروا أكثر راحة واستقرارا؟!.. ألا يدلنا ذلك على شىء؟!
النتيجة هى أن الكراهية والبغضاء تترسخ بين الشيعة والسنة، بين العرب والأكراد، بين المسلمين والمسيحيين، بين الأكراد والتركمان وأن يترك المسيحيون أوطانهم، وتصبح الحجة فى الغرب هى تطرف المسلمين.
هل ربط أحدكم بين ما حدث فى العراق والتصريح المنسوب إلى رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلية المنتهية ولايته عاموس يدلين بأن جهازه اخترق مصر والمنطقة بأكملها فى أكثر من موقع أهمها تصعيد التوتر والاحتقان الطائفى والاجتماعى بها؟!
أؤيد أى فصيل سواء كان «القاعدة» أو غيره إذا كانت رصاصاته توجه مباشرة إلى المحتل فى فلسطين أو العراق، لكنها عندما تنحرف تصبح رصاصات عميلة.
نصيحة لأى فصيل يزعم أنه إسلامى فى العراق أو فلسطين.. حرروا البلدين أولا من الاحتلال وبعدها فكروا فى فك أسر وفاء أو كاميليا!.