نوافذ الوطن - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 2:17 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نوافذ الوطن

نشر فى : الإثنين 4 يونيو 2012 - 8:40 ص | آخر تحديث : الإثنين 4 يونيو 2012 - 8:40 ص

ارمى حمولك.. كمل المشوار. رسالة صادقة سريعة الأثر نفذت إلى عقلى بلا جهد بعد أن لمست قلبى برفق. صاحبة الدعوة طبيبة تخصصت فى الصحة النفسية واختارت أن تعمل بوزارة الصحة. الدكتورة بسمة عبدالعزيز مديرة الإعلام والتثقيف بالأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة.

 

بداية أشعر بسعادة لا حد لها وأنا أعلم للمرة الأولى أن هناك أمانة عامة للصحة النفسية تابعة لوزارة الصحة. مرت سنوات عديدة كانت الصحة النفسية تحتل فيها موقعا متأخرا فى اهتمامات أصحاب الشأن الصحى ومسئوليه. بينما كانت الحاجة إليها تتعاظم كان التفكير فيها يتخلف دائما كأنما لا مكان لها على خريطة الصحة فى مصر.

 

إلى جانب عملها الحكومى عملت الدكتورة بسمة عبدالعزيز دائما منذ تخرجها فى منظمات العمل العام غير الحكومية ومنها مركز النديم الذى يهتم بتأهيل ضحايا التعذيب وأعمال العنف رغبة فى معاونتهم على التغلب على آثار ما ألم بهم من كرب.

 

من هناك جاءتها الفكرة بعدما عاصرت أحداث العنف التى تواترت فى حوادث شارع محمد محمود وميدان التحرير ووزارة الداخلية. هل من الممكن أن ينتبه الإنسان المصرى لما يتعرض له من ضغوط نفسية مستمرة من جراء تلك الأحداث التى لا تتوقف حوله وهو جزء منها سواء برغبته أو دون إرادته؟

 

هل يمكن أن يتفهم الإنسان المصرى رجلا كان أو امرأة أنه ضحية لمرض «نفسجسدى» بمعنى أن ما يعانيه من صداع مستمر أو مشاعر اكتئابية أو قلق أو آلام فى الظهر والعضلات مرده حالة من الضغط النفسى تؤثر على أجهزة جسده المختلفة؟ هل يمكن أن يلجأ هذا الإنسان المصرى بنفسه إلى طبيب نفسى يعاونه على فهم مشكلته الحقيقية ويعبر به ذلك المضيق النفسى؟

 

تلك هى النافذة التى تفتحها بسمة عبدالعزيز لأبناء ذلك الوطن فى تلك المرحلة من الزمن الصعب. يشاركها هذا العمل التطوعى أربعة آخرون من المتخصصين فى الصحة النفسية يشكلون فريقا لا ينقصه علم أو رغبة فى تقديم العون الصادق لمن هم فى حاجة إليه. مجموعة متخصصة قادرة على تقديم المساندة والدعم والمعلومات والعلاج النفسى والدوائى بلا مقابل عند الحاجة لكل من تعرض أو يتعرض للإيذاء النفسى فى تلك الظروف الاستثنائية التى يمر بها الوطن.

 

«قد تكون بداية متواضعة لتقديم العون أتمنى أن تواتينا الظروف والإمكانات التى تمكننا من دعمها بصورة أكبر لتبقى نوافذ مفتوحة متاحة لكل من يحتاجها» هكذا تحدثت بسمة عبدالعزيز عن تجربتها.

 

أرى أن تجربة نوافذ تجربة إنسانية ولدت لتبقى وتحقق الهدف الإنسانى النبيل الذى تسعى إليه تستحق الكثير من الاحترام وتستنفر كل الهمم وأصحاب الرغبة الحقيقية فى تقديم العون. أكثر ما أحببت فى تلك التجربة هو أنها تأتى من مستشفى عام تابع لوزارة الصحة. تأتى من العباسية ولهذا حديث آخر إن شاء الله.

التعليقات