فى الدراما المصرية.. لام شمسية.. وأخرى قمرية - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الإثنين 31 مارس 2025 1:40 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

فى الدراما المصرية.. لام شمسية.. وأخرى قمرية

نشر فى : الجمعة 28 مارس 2025 - 8:05 م | آخر تحديث : الجمعة 28 مارس 2025 - 8:05 م

لا أظن أن هناك مشاهد لأعمال الدرما المصرية، خاصة المهتمين بشئون الصحة النفسية، هذا العام لم يستوقفه مسلسل «لام شمسية» بفريق العمل الفريد مريم ناعوم وكريم الشناوى وأمينة خليل والعظيم محمد شاهين.
فى الوقت الذى يضطر فيه مخرج ذائع الصيت من مخرجى أعمال الدراما المصرية «بعد أن استنفد كل طاقاته فى استعراض تفاصيل عوالم «العوالم» وتجار المخدرات وكل ألوان الفساد فى الحوارى المصرية من وجهة نظره الفنية» إلى الهجرة من مصر مع أسرته، فإن هذا الفريق من أصحاب الموهبة الحقيقية يثبت أقدامه فى أرض الوطن مدافعًا عن قيم أخلاقية وفنية مستخدمًا الدراما بأدوات رفيعة المستوى وسيناريو مسلسل يعتمد على حبكة درامية لا تخلو من تشويق يدعمها سباق علمى لا تخطئه عين متخصص.
سبق أن قدم ذات الفريق مسلسلًا ينبه المجتمع لقضية بالغة الأهمية مرتبطة أيضًا بالصحة النفسية «اضطراب الحركة وتشتت الانتباه». الأمر الذى يعانى منه بعض الأطفال، ويظل معهم إذا لم ينتبه إليه الأهل، ويبدأون فى علاجهم على مدى سنوات تالية طويلة تجعلهم محل دهشة من المجتمع حولهم وشك دائم فى سلامة تصرفاتهم وقناعاتهم.
بعرض مسلسل «لام شمسية» لظاهرة بالفعل فى غاية الخطورة والأهمية ظلت كثيرًا حبيسة صندوق الوعى الاجتماعى الذى يخبئ الإنسان فيه ما يخشاه من أسرار. الاستغلال الجنسى للأطفال أو التحرش بهم من من هم أكبر منهم سنًا كان موضوع مسلسل لام شمسية لذلك الفريق الواعى من الفنانين الذين قدموا تلك الدراما فى أفضل صورها وبصورة واضحة لرسالة موجهة إلى الآباء: أن احموا أطفالكم من أن يتعرضوا لتجربة مريرة ستترك ظلًا داكنًا كالوصمة على أيامهم ومستقبلهم إذا لم تنتبهوا لها، وأن تأخذوا بكل أسباب الرعاية والتربية التى تضمن لكم مراجعة كل ما يحيط بأطفالكم من أنواع الخطر فى المجتمعات التى يرتادونها سواء كان ذلك فى المدرسة أو النادى أو بيوت أصدقائهم بل بينكم أيضًا، فالثابت أن ذلك يحدث غالبًا فى آماكن آمنة ومن محيطين هم مصدر ثقة ومحل ائتمان من الأهل والأصدقاء، وربما المشرفون والمربون.
الواقع أن تلك ظاهرة معروفة فى جميع مجتمعات العالم، ولسنا وحدنا الذى يعانى منها بل ربما كانت تبعاتها أكثر وطأة لدينا لاعتبارات كثيرة اجتماعية وأخلاقية ودينية يلتزم بها المصريون عمومًا.
تحية واجبة لكل القائمين على هذا العمل الإنسانى خاصة الفنان المحترم محمد شاهين الذى قبل دورًا هو يعلم أنه سيكون هدفًا لكراهية كل من يراه، فأدى الدور كأروع ما يكون، ولم يختصر أى من مفردات قدراته ليكسب أى تعاطف من المشاهدين، وأكاد أجزم بأنه بحاجة إلى طبيب نفسى ليخرجه من محنة تلبس هذا الدور بكل هذا الاتقان.
أما الطفل الموهوب الذى حمل عبء هذا الدور المرهق نفسيًا فقد نشر خبرًا عنه يؤكد أن صناع الدراما بالفعل قد تولوا مهمة أن يهتم به طبيب نفسى يساعده على الخلاص من أى «كدمات» نفسية قد تعرض لها من جراء اندماجه فى الدور والتعبير عن الشخصية الضحية، وهذا بلا شك أمر يجعل لا مجال للشك فى أن وراء هذا العمل فريقًا واعيًا فنيًا وإنسانيًا يستحق كل احترام من مصر والمصريين.
فقد استبدلوا اللام «الشمسية» المضغمة بلام «قمرية» فى رسالة بالغة الوضوح.

التعليقات