إذا كنت مدخنا تبدأ إفطارك بسيجارة تملأ رئتيك بالدخان وتهيئ معدتك للتقلص وقولونك لنوبة من العصبية وتسرى فى شرايينك بجرعة من النيكوتين تعرف طريقها جيدا للقلب والمخ توقف قليلا واسأل عن معنى صيامك للشهر الكريم إذا لم تعده فرصة ذهبية للإفلات من تلك الحلقة الجهنمية التى تغلق طرفيها بنفسك حولك.
من أفضل الوسائل التى يلجأ إليها أطباء التأهيل لمعاونة المدخنين على الإقلاع عن التدخين هى الاعتماد على انسحاب مستوى النيكوتين فى الدم بالتدريج إما بالتدخين لعدد متناقص من السجائر أو استخدام لاصقات النيكوتين.
أسلم تلك الوسائل تلك التى يتيحها الصيام. ستة عشر ساعة كاملة وربما أكثر تصمد فيها محتسبا الأجر ألا تغريك بأن تتخلص نهائيا من تلك الآفة؟
نعم بلا شك ستعانى من صداع، إرهاق، إجهاد، ألم فى العضلات كلها أعراض انسحاب النيكوتين لكنك ستتألم أكثر إذا ضاعت منك تلك الفرصة.
سرطان الرئة والزور أسباب مباشرة للتدخين تلك حقيقة علمية بلاشك سيفيدك كثيرا أن تتأمل من أنت فاعل بنفسك إذا ما جربت أن تبحث وراءها وأن تقرأ بعضا من نتائج الأبحاث التى تؤكدها.
من يدرك الحكمة الحقيقية لفريضة الصوم لا يمكنه أن يخطئ فى أن التوقف عن التدخين إحدى فضائل تلك الفريضة.
أنت لا تقرب الطعام أو الشراب ويمكنك أيضا ألا تبتلع الدخان، فلماذا حرم الأئمة التدخين أثناء الصوم وما هو إلا هواء أو دخان لا يشبع من جوع؟
جاء التحريم إضافة قيمة لآداب الفريضة التى جعل الله سبحانه فضلها له دون كل الفرائض: لست من أهل الفقه أو التشريع لكنى من موقفى الإنسانى المهنى أراها كما كتبت وأرى أن من واجبى أن أعلن عنها للسليم قبل المريض: الصيام إلى جانب كل ما نعرف عنه إنما هو فرصة سانحة عظيمة للخلاص من داء وبيل هو التدخين. إذا فرض الصيام لتهذيب النفس فليس الجوع وحده هو الوسيلة إنما كل ما يجب أن يكف الإنسان عنه من أذى النفس والناس ومنه بلا شك التدخين.
فى هذا الشهر إذا ما كف الإنسان بالفعل عن التدخين نهائيا فإن الرئة بعد هذا الشهر تستعيد ما لا يقل عن ستين بالمائة من كفاءتها وقدرتها على أداء وظيفتها الحيوية بالغة الأهمية التى فقدتها نتيجة للتدخين.
فهل لا يغريك هذا عزيزى الصائم بأن تستجمع أطراف شجاعتك وتعزم على الإقلاع نهائيا عن التدخين ونبذ النيكوتين فى هذا الشهر الكريم؟