قانون المسئولية الطبية.. هل يحقق التوازن بين العقاب والثواب؟ - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
السبت 15 فبراير 2025 7:17 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

قانون المسئولية الطبية.. هل يحقق التوازن بين العقاب والثواب؟

نشر فى : الجمعة 14 فبراير 2025 - 7:50 م | آخر تحديث : الجمعة 14 فبراير 2025 - 7:50 م

 

تناقلت شبكات التواصل الاجتماعى، هذا الأسبوع، خبرا تمنيت أن يصل إلى أسماع كل أهل المحروسة المنشغلين بقضية المسئولية الطبية المهتمين بالعلاقة بين الأطباء والمرضى، تلك العلاقة التى كانت دائما غير قابلة للمناقشة منذ أن رفع أبقراط يده ليقسم وراءه كل الأطباء مرددين حرفا بحرف كل ما ذكر وتعهد به: لكنه زماننا وعصرنا الذى يتغير فيه كل شىء.. ولا يبقى على حال.

الحديث عن حادثة جرت فى مستشفى النور الخيرية فى المطرية لطفلة عمرها ٥ سنوات أجرت عملية فى مستشفى النور الخيرية فى المطرية وفى نهاية العملية حدث حريق فى المستشفى وجرى الجميع لينجو بحياته.

وفى وسط رائحة الدخان وأصوات الهلع والرعب كان الجراح د. رفعت بدوى ومعه دكتور التخدير على قدر عالٍ من الثبات والتركيز والمهارة السريعة بحيث أصرا على استكمال الجراحة والخروج بالطفلة بسلام من قلب الحريق العنيف الذى تسبب فى وفاة ثلاثة من البشر وإصابة ثلاثين ما بين حروق واختناق تنفسى.

الاختبار الحقيقى كان لدكتور التخدير حينما انقطع التيار الكهربى بسبب الحريق وانفصل الأكسجين وأصبحت حياة الطفلة فى خطر حقيقى إلا أنه عافر وأصر بكل الطرق البدائية الممكنة أن يحافظ على حياتها وأقسم أن لن يخرج دون غيرها وبالفعل تم وخرج بالبنت بسلام من وسط الحريق يجرى بالطفلة على التروللى. الدكتور هو على الدسوقى استشارى التخدير والعناية المركزة بمستشفى منشية البكرى العام على المعاش.

تعمدت أن أنقل القصة من على وسائل التواصل الاجتماعى مع بعض صياغات اللغة العربية حتى لا أتهم بالتحيز لزميل مهنتى الذى طالما تمنيت أن ألقاه لأشد على يده بقوة محيية تلك الشجاعة التى لا تقل عن السعى للاستشهاد فى سبيل الله.

تمنيت لو أن السادة أعضاء مجلس الشيوخ الذين أقروا قانونا كارثيا يتيح سجن الأطباء قد اطلعوا على تلك الحادثة وحققوا فى تفاصيلها ليدركوا أن من الأطباء من يخطئ بغير عمد أثناء ممارسة المهنة وهم قلة أما الأغلبية فهم من يجتهدون فى السعى على كل المستويات وقد يبلغ منهم البعض منزلة الشهيد إذا دعته مقتضيات مهنة الطب السامية ورسالته.

ما زلنا جميعا ننتظر تحديد موعد الجمعية العمومية للأطباء وجدول الأعمال الذى سيطرح مطالب الأطباء ورؤيتهم لموضوعات أخرى وإن كان قانون المسئولية الطبية يأتى على رأس القائمة إلا أن تلك القائمة تتضمن أيضا موضوعات بالغة الأهمية منها قضية هجرة الأطباء المتزايدة للخارج: أسبابها ووسائل الحد منها إلى جانب قضايا أخرى كبرامج تدريب الأطباء ورفع كفاءة التمريض والفنيين والنظر فى القضايا النوعية التى منها تحسين أحوال الأطباء وتتناقص معها الفوارق بين كبارهم وصغارهم.

فى النهاية لاشك أننا نحن الأطباء أول من يسعى لصدور قانون منصف عادل للمسئولية الطبية، فالجميع فى قارب واحد للنجاة. نأمل خيرا إن شاء الله فى أن يحقق قانون المسئولية الطبية التوازن بين عقاب الإهمال الجسيم.. وثواب السعى والاجتهاد.

التعليقات