لم أعد أعترف بقراءة مستوى المنتخبات أو الفرق بما حدث، لأن الذى يجرى يمكن أن يختلف عن الذى جرى. فإذا كان منتخب رواندا لم يسجل سوى هدف واحد فى مباراتين، ودخل مرماه هدفين فى مباراتين، فإن ذلك لا يعنى أن هجومه ضعيف ودفاعه قوى. فقد تكشف مباراته مع منتخب مصر الليلة أن دفاعه ضعيف، وهجومه أضعف إن شاء الله.. وكنا فى السابق نعتمد كثيرا على قراءة تلك الأرقام التى تسجل فى جدول ترتيب المجموعات لتقييم أداء المنتخبات أو الفرق.. لكن كرة القدم تغيرت، وتحولت وتطورت.. وبقى فيها بعض الحقائق التى لا تناقش ولا تقبل الجدل، وهى مثل القواعد، ودونها هو الاستثناء:
أولًا: جذور الكرة المصرية وعراقتها تؤهلها للفوز على رواندا التى تأسس اتحادها عام 1972.
ثانيًا: أندية مصر تحتكر تقريبا البطولات الإفريقية، ولا أجد أثرا واحدا لفريق من رواندا توج بطلا..
ثالثًا: منتخب مصر يملك فى خزائنه العديد من البطولات الإفريقية والدولية والعسكرية.. ولا أرى لقبا واحدا لمنتخب رواندا؟!
رابعًا: كل المؤشرات والمقاييس والحسابات تؤهل المنتخب للفوز على رواندا. تلك هى القاعدة. وإذا حدث عكس ذلك. وعكسه هو الخسارة لا قدر الله أو التعادل. فنحن من نستحق أن نلام، قبل أن نشيد بالفريق الرواندى. ونحن أيضا لا نستحق أن نصل إلى كأس العالم إذا خسرنا أو تعادلنا مع رواندا، مهما قلنا أن الكرة مستديرة، وأن الخريطة تغيرت، وأن إفريقيا تطورت.. فلو لعب منتخب مصر مع نظيره الرواندى 10 مرات، فإن مصر يجب أن تفوز 9 مرات وربما تخسر مرة.. هذا هو المنطق، وبوضوح، وبعيدا عن كلمات التخويف، والتحميس.. بطريقة «المهمة صعبة، والمباراة صعبة».. ففى الحقيقة كل مباراة صعبة حتى تنتهى، وكل عمل صعب حتى ينتهى.. لا يوجد شىء سهل.. خصوصا مع فريقنا الوطنى؟!
وأنتهى بأنى أرحت لاعبينا من نصائحنا، فقبل كل مباراة مهمة، تسأل الصحافة الخبراء عن روشتة الفوز، ويطرح البعض إرشادات الفوز بمباراة.. من نوع: العب كرة مباشرة، وأرضية، ومن لمسة واحدة، والعب بروح قتالية، وسجل من نصف الفرصة، وافتح اللعب على الجناحين. واضغط، وانهض، وسدد، وكن مدافعا، وكن مهاجما، وكن يقظا، وكن سريعا، وكن قويا، وكن رجلا، وكن أسدا، ولا تنس أننا نحتاج أكبر عدد من الأهداف. ولا تسمع كل ما يقال عن حتمية الفوز فى المباريات الأربع الباقية.. فكر فقط فى الفوز فى مباراة الليلة.. ترى هل لا يعلم لاعب المنتخب ذلك؟!