هل يمكن أن يتمهل العمر عند الستين ليبدأ الإنسان عمرا جديدا مختلفا؟ هل حقا يمكن للإنسان أن يبدأ دورة حياة ثانية يميزها العقل والحكمة وإن انحسرت قوة الجسر وتداعت الأعضاء!
تقرير عن الأمم المتحدة صور هذا الأسبوع عن تقدم العمر وسكان الأرض ممن يقفون على أعتاب الستين من أعمارهم.
يشير التقرير إلى أن ثلث مواطنى أربعين دولة من دول العالم سيصلون لسن الستين عام 2050. ويرصد التقرير أحوال المسمنين على الكرة الأرضية فى دراسة مقارنة لأحوال معيشتهم ومدى ما يتمتعون به من حماية اجتماعية وتأمين صحى ووسائل تتيح لهم سهولة الحركة والحصول على الخدمات الأساسية دون عناء وحقهم فى الترفيه عن أنفسهم.
وفقا لتلك المواصفات تأتى النرويج على رأس القائمة تليها السويد ثم سويسرا وكندا ثم ألمانيا بينما تحتفظ أفغانستان بالموقع الأخير. الملاحظة ان بلاد كالمكسيك وبيرو من أمريكا اللاتينية قد احتلت مراكز متقدمة نسبيا لالتزامها بمشروعات للضمان الاجتماعى والصحى تسدد نفقاتها من الضرائب العامة.
إذن بالفعل الإنسان يعيش لحظات فارقة تتغير فيها مقاييس كان يظنها لا تتغير أولها عمره على الأرض فهل يجب أن تجاوبها مقاييس أخرى تطال نشاطاته وطرق سعيه فى الأرض؟
لكل فرصة معطيات فهل فرضية زيادة متوسط عمر الإنسان يجب أن يقابلها زيادة فترة نشاطاته وامتداد فاعلية وظائفه الحياتية؟ أم ان تلك الزيادة فى العمر أشبه باللعب فى الوقت الضائع دون أهداف مؤثرة؟
سؤال أظن يخطر على بال كل من قرأ هذا التقرير لكن فى اعتقادى أن إجابة السؤال لن تختلف فقط من بلد لآخر انما تختلف من إنسان لآخر.
هل سيستعد الإنسان لمواجهة تلك الزيادة فى سنوات عمره بمشروع صحى واجتماعى ونفسى يؤهله للاستمتاع بتلك «المنحة» العمرية أم أنه سيدخلها طائعا مختارا مكتئبا حاملا أثقالها شاكيا همومها؟
لم يرد ذكر مصر فى الأخبار التى تناقلتها وسائل الإعلام المختلفة عن التقرير لذا عزيزى القارئ أعدك بمراجعة التقرير الأصلى فى ما يصدر مباشرة من الأمم المتحدة، وحتى أعد إليك عزيزى القارئ بالخبر اليقين أكتفى بالمثل المصرى الجميل الدارج «طولة العمر تبلغ الأمل».
وكل عام وأنتم جميعا بخير.