امرأة فى دوامة - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 11:06 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

امرأة فى دوامة

نشر فى : الجمعة 5 يناير 2024 - 8:35 م | آخر تحديث : الجمعة 5 يناير 2024 - 8:35 م
الكثير من الناس يتصرفون بضعف شديد أمام أقدارهم المحتومة، فلا يملكون مواجهتها أو تغير مصائرهم، وينساقون إلى أمورهم الحتمية دون أن يعترضوا مثلما حدث للفتاة نادية فى فيلم امرأة فى دوامة إخراج محمود ذو الفقار عام 1962 الذى اجتمع فيه كل من عماد حمدى وشادية مجددا بعد طلاقهما بسنوات كما شارك فى البطولة كل من ليلى طاهر وسميحة أيوب وفؤاد المهندس وغيرهم والفيلم كتبه محمد مصطفى سامى الاشتراك معى المخرج وعندما نقرأ هذا الاسم نعرف أننا أمام رواية فرنسية فى المقام الأول من الروايات الشعبية وبالفعل فإن موضوع القصة يوحى لك أننا أمام أجواء غريبة حول الفتاة التى يموت حبيبها أمام عينيها إثر حادث سيارة وهو قادم إلى حفل عقد القران ليتزوج منها، إنه القدر الذى يلعب معى هؤلاء الأبرياء فيموت الرجل، أما الفتاة فإنها تحمل فى بطنها جنينا عليه أن يواجه مصيرا مأساويا أيا كان وفى القصة فإن نادية تعمل ممرضة وتشرف على ولادة ابنتها، وتلعب هى الأخرى بمصير حفيدتها لرجل فى منتصف العمر يتولى تربيتها بينما تدعى الأم لابنتها نادية أن طفلتها قد ماتت، وبعد فترة من الزمن تبدأ هذه الحزينة حياتها من جديد وتقع فى حب ممدوح الذى يسكن فى نفس العمارة وتقيم معه مشروعا تجاريا جماعيا دون أن تعرف أى حقيقة، مثلما أشرنا فإنه مكتوب على نادية الاستكانة والامتثال لقدرها حين تعرف ما فعلته أمها وأن ابنتها يتم تربيتها فى بيت الرجل الموسر وترفض كافة الحاضنات لها، وباعتبار أنه ليس أمام نادية سوى أن تربى ابنتها وتتزوج من هذا الرجل وتترك حبيبها فقد فرضت عليها الاقدار قانونها الأزلى وهو الفراق عن الحبيب.
هذا واحد من أفلام محمود ذو الفقار الذى شهدت السينما الكثير من أعماله كمخرج فى نهاية الخمسينيات ونهاية الستينيات وفى نهاية هذه الفترة أيضا كان محمد مصطفى سامى أشبه بالكاتب الشبح فى السينما فنحن فقط نقرأ اسمه على العناوين ولا نعرف أبدا طيفا تكون هيئته وكل ما نعرفه عنه أنه كان مواطنا سكندريا يأتى بين حين وآخر حاملا سيناريوهاته ليعطيها لشركات المنتجين أو المخرجين مثل هنرى وبركات ومحمود ذو افقار دون أن نعرف أى شىء عن تاريخ حياته وعليه فإن المجهول فى هذه السينما لا يزال متسيدا بالنسبة للأحدث الذى يحاول الكتابة عن هذه الأفلام ومن هنا تأتى أهمية المشاهدة وإعادة الكتابة.
التعليقات