الرابحون والخاسرون في افتتاح الحوار الوطني - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 7:51 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرابحون والخاسرون في افتتاح الحوار الوطني

نشر فى : الجمعة 5 مايو 2023 - 8:30 م | آخر تحديث : الجمعة 5 مايو 2023 - 8:30 م
سؤال محدد: من الذى ربح ومن الذى خسر بعد الجلسة الافتتاحية للحوار الوطنى يوم الأربعاء الماضى؟
الإجابة أن مصر بأكملها كسبت مكسبا كبيرا. أما الخاسرون فهم الذين لا يتمنون لها الخير سواء كانوا متطرفين فى الداخل أو متربصين فى الخارج.
حينما دخلت قاعة نفرتيتى فى أرض المعارض بمدينة نصر كان المشهد مبهرا والبطل الحقيقى فى هذا اليوم هو التنوع الكامل الذى يمثل كل مكونات المجتمع المصرى بدون استثناء، إلا مرتكبى العنف والمحرضين عليه، كل من شارك فى ثورة ٣٠ يونية ٢٠١٣، وأيدها كان موجودا، وهو الذى يفسر حضور بعض قادة حزب «مصر القوية» الذين كانوا قد التقوا المنسق العام للحوار الوطنى ضياء رشوان ورئيس الأمانة الفنية المستشار محمود فوزى قبل الافتتاح بيومين.
حينما تجولت فى القاعة شاهدت وجوها لم أشاهدها منذ سنوات. فى هذا اليوم كانت كل مصر تقريبا ممثلة، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. مؤسسة الرئاسة ممثلة بكلمة مسجلة للرئيس عبدالفتاح السيسى، وحضور شخصى لرئيس الوزراء د. مصطفى مدبولى، وعدد كبير من الوزراء وكبار المسئولين. وغالبية رؤساء الأحزاب القوى منها والضعيف و«الأنبوبى» وشخصيات عامة مصنفة أنها معارضة صلبة، وأخرى معارضة هشة و«مستأنسة»
فى هذا اليوم شاهدت كل رؤساء وممثلى منظمات حقوق الإنسان، وبعضها شديد الانتقاد للعديد من السياسات الحكومية ومعظمهم التقوا مع ضياء رشوان ومحمود فوزى عدة مرات فى الأسابيع الأخيرة ورحبوا بالمشاركة فى الحوار بمنطق براجماتى صحيح، وهو ما المانع من المشاركة طالما أنها قد تقود لانفراجة فى ملف حقوق الإنسان.
فى الصفوف الأولى كان هناك كل قادة الأحزاب والقوى السياسية البارزة خصوصا فريد زهران وحسام الخولى وسيد عبدالعال ومحمد أنور السادات فى حين غاب حمدين صباحى لوفاة شقيقته الكبرى، لكنه بعث بكلمة مختصرة تلاها ضياء رشوان تمنى فيها النجاح والتوفيق للحوار الوطنى. الحركة المدنية كانت حاضرة وبقوة بعد أن اتخذت القرار الصحيح بالمشاركة بعد جلسة صوّت فيها الحاضرون بأغلبية ١٣ صوتا ضد تسعة أصوات.
رأيت أيضا جميلة إسماعيل رئيس حزب الدستور التى ألقت كلمة مهمة جدا تعبر عن وجود آراء متنوعة.
كل قادة وممثلى الأحزاب الأساسية تحدثوا فى هذا اليوم، ولفتت نظرى كلمة فريد زهران الذى قال إنه يفخر بأنه معارض وأنه قبل المشاركة حتى لا يتهمه أحد بأنه أضاع فرصة للوصول إلى التوافق.
لفت نظرى ونظر غيرى كلمة عمرو موسى حيث صاغها بذكاء شديد، ليس غريبا عنه وطرح فيها تقريبا كل الأسئلة المهمة التى يسألها المصريون هذه الأيام، وفى نفس الوقت لم يغفل الجهود والإنجازات التى تحققت فى عهد الرئيس السيسى.
الدكتور حسام بدراوى ألقى كلمة مهمة جدا، تحدث فيها عن جوانب لا يطرقها كثيرون ومنها ضرورة الحفاظ على صورة وسمعة القوات المسلحة كمدافع صلد عن استقلال مصر وتقدمها، وضرورة توفير الشروط الموضوعية للديمقراطية وحذر من خطورة التطرف والمال السياسى وضرورة تطبيق اللامركزية.
ضياء رشوان تحدث بوضوح بأنه لا توجد هناك خطوط حمراء أمام الحوار الوطنى الذى ستبدأ لجانه الاجتماع خلال أيام، هو قال أيضا إن المستبعدين من الحوار هم الإرهابيون، وكل من يرفض الدستور.
لفت نظرى أيضا وجود أحمد مراد مؤسس حركة ٦ أبريل وإسراء عبدالفتاح وخالد داوود وخالد تليمة وجورج اسحاق وهيثم الحريرى وأحمد عبدالجواد وحسام بهجت وباسل عادل وممثلى حزب مصر القوية.
أعود إلى السؤال الذى بدأت به وهو من الذى ربح ومن الذى خسر؟!
أقول بوضوح إن الدولة لم تخسر شيئا من هذا الجمع الغفير والصورة المهمة التى كنا نحتاج إلى مليارات الدولارات لكى نقنع بها العالم.
أن تجتمع كل هذه الأحزاب والشخصيات والرؤى المختلفة تحت سقف قاعة واحدة وأن يتحاوروا بالكلمة والرأى والفكرة والمنطق أفضل مليون مرة لمصر وشعبها ومستقبلها.
هل معنى ذلك أن الأمور شديدة المثالية؟!
الإجابة هى لا، فهناك خلافات واختلافات فى وجهات النظر، وهو أمر صحى ولا يوجد بلد واحد كل قواة السياسية والفكرة والاجتماعية متطابقة مائة فى المائة.
المهم أن نعرف كيف ندير خلافاتنا واختلافاتها بطريقة متحضرة ومؤسسة بحيث نصل إلى أكبر قدر من التوافق، وهو ما سيمكننا من مواجهة التحديات الحالية الصعبة جدا، خصوصا فى ظل حزام النار الذى يحيط بنا من جهات عديدة.
نجحت الجلسة الافتتاحية بتقدير جيد جدا والأهم أن ينجح الحوار نفسه ويحقق التوافق العام.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي