ثورتان أو انقلابان - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 11 أبريل 2025 12:07 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

ثورتان أو انقلابان

نشر فى : الجمعة 5 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 5 يوليه 2013 - 8:00 ص

ستسمع هذا الجدل كثيراً.

فى الكتب المدرسية التى تتعامل مع جوامد الأشياء على طريقة واحد وواحد يساوى اتنين هذا انقلاب، وربما تصفه بأنه انقلاب مدعوم شعبياً إذا أردت أن تخفف أثر الكلمة.

 

هل أنت من أنصار هذا الاتجاه؟ حسناً إذا كان ما حدث يوم 3 يونيو 2013 انقلاباً بالمعنى المدرسى، فإن ما حدث أيضاً يوم 11 فبراير 2011 أيضاً يمكن تسميته بانقلاب أيضاً.

 

فى 25 يناير 2011 خرجت جماهير فى الشارع تطالب باسقاط النظام. كان مبارك فى ذلك الوقت ومن داخل الإطار الدستورى والقانونى الحاكم وقتها يمتلك الشرعية. بالورقة والقلم وكما يقول الكتاب المدرسى إياه، كان مبارك حاكماً منتخباً تولى موقعه وفق الدستور القائم الذى ورثه عن سلفه، وفى دورته الرئاسية الأخيرة فاز فى انتخابات رئاسية تنافسية لم يطعن أحد فى نزاهة «صناديقها»، وبقى عند خروج المظاهرات ضد حكمه 6 أشهر فقط. بقى الناس فى الميادين يتظاهرون، تقدم مبارك بأكثر من مبادرة ليستمر 6 أشهر فقط، غير الحكومة. عين نائباً وفوض صلاحياته له.لكن كل ذلك لم يرض الجماهير الغاضبة. وانضمت القوات المسلحة لمطالب الشعب. وضغطت على الرئيس الأسبق حتى تنحى وسلم السلطة للمجلس العسكرى، فى تجاوز للشرعية الدستورية والقانونية القائمة.

 

وفى 30 يونيو 2013 خرجت الجماهير فى الميادين تطالب باسقاط النظام مجدداً. مرسى يملك الشرعية وفق الإطار الدستورى والقانونى الذى كان قائماً حتى أمس الأول. لم يكترث بالجماهير الحاشدة فى الميادين. لم يقدم أى مبادرات لحل الأزمات التى ضاقت حول عنق الوطن. تمسك بشرعيته هو فقط دون أن يكترث بملايين تطالب برحيله. فشل سياسياً فى احتواء أزماته فى إطار دستورى وكان يملك ذلك. انضمت القوات المسلحة لمطالب الشعب. وخلقت واقعاً جديداً مثل ذلك الذى خلقته فى 2011 مدعوماً فى المرتين بالدعم الشعبى.

 

كان لمبارك أنصار يتظاهرون. كما لمرسى أنصار يتظاهرون، شخصياً كنت ضد مبارك وبقايا حكمه كما كنت ضد مرسى وجماعته وحزبه. هذه قناعة سياسياً. لكن إذا كنت تبحث عن التوصيف القانونى لما حدث، يدفعونك لجدل حول تعريف ما جرى انقلاب أم ثورة، اختراق لشرعية دستورية وقانونية أم خلق لشرعية ثورية وشعبية؟ لا يهم ذلك ولا تتوقف عنده. فقط افعل مثلى واطلب من كل شخص يصف ما جرى فى 3 يوليو 2103 بأنه انقلاب عسكرى، أن يصف ما جرى فى 11 فبراير 2011 بأنه انقلاب عسكرى أيضاً.

 

لدينا ثورتان بالمعنى الشعبى، أو انقلابان بالمعنى الدستورى والقانونى.. لا توصيف ثالث، وليس مقبولاً وصف واحدة بالثورة والأخرى بالانقلاب، لا مجال للتجزئة.. احسموا أمركم أو اصمتوا..!

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات