اكتمل الهيكل الإدارى للدولة بإعلان الوزارة الجديدة وحركة المحافظين بعد انتظار طال، فسمح بتكهنات كثيرة جاء بعضها مهما لكن الأهم أن الأسماء أعلنت، واستقر الحال وكان علينا أن ننتظر وكلنا أمل فى أن تتضح الرؤى سريعا وتتوالى حلول مشكلات أصبحت مزمنة وأن يكون النور فى نهاية النفق حقيقة لا مجرد حلم أو أمل بعيد.
مع كل تغيير يأتى الجديد وإذا كان لنا أن نطرح فكرة تواكب التغيير فإننا نذكر اليوم بفكرة سبق وطرحناها ربما لم يكن الوقت آن ذاك يسمح بتحقيقها فالواقع أننى أراه قد يسمح بالفعل الآن بالتفكير فيها ويؤكد الحاجة إليها. الفكرة ليست جديدة على بلاد العالم فقد عاصرتها فى بلاد كثيرة تتباين سياسيا واقتصاديا ربما لأنها فكرة خدمية فى المقام الأول تصلح لكل المجتمعات: أتحدث عن ما يسمى بالمركز الاجتماعى أو Community Centot.
المركز المجتمعى أو الاجتماعى هو مجمع للخدمات تشرف عليه وتولى الإنفاق عليه الدولة إما من ميزانية وزارات معينة مثل الشئون الاجتماعية والشباب والصحة والتنمية الإدارية أو تتولى الدولة الإشراف عليه وتقديم الخدمات التى ترى أنها مفيدة للمواطنين بينما يتولى المجتمع المدنى شئونه الاقتصادية من التبرعات.
الواقع أن تلك المراكز تمثل رئات حقيقية يتنفس منها وبها الناس فهى كيانات مساعدة للمؤسسات الخدمية العامة المتخصصة مثل المستشفيات والمؤسسات الحكومية المختلفة وإن زاد عليها وسائل مختلفة للترفيه والثقافة وبناء الشخصية وتنمية العلاقات بين أفراد المجتمع الواحد الأمر الذى يفسح المجال للعديد من الأنشطة الرياضية والذهنية بل أيضا التطوعية لخدمة المجتمع فى الحى أو القرية أو المدينة التى يقع بها هذا المركز المجتمعى. من المفيد أن تبدأ أعمال هذا المركز بصورة مركزة وفقا لأوليات المجتمع الذى سينشأ فيه المركز: فيبدأ على سبيل المثال بعيادة طبية تضم رعاية صحية للأمهات والأطفال وربما تهتم بالوقاية من الأمراض السارية إلى جانب مكتبة ومشروع لمحو الأمية. ثم ملعب صغير لممارسة الرياضة وحجرة لتعليم الهوايات المختلفة وفقا لنوعية من يتقدم لتدريس الموسيقى أو الرسم أو الأشغال اليدوية.
الفكرة تخدم كل الأعمار وتحقق نجاحا فى مجالات متعددة بالغة الأهمية كمكافحة إدمان المخدرات مثلا، كما أنها تقدم خدمات مدعومة من الدولة قد تخفف العبء على مؤسسات الدولة التى تبتلع ميزانيات ضخمة. اليوم عرضت فكرة عامة عن مشروع قومى أراه يصلح للمناقشة فى خطط عمل الوزارة الجديدة بكل تخصاصاتها خاصة وزارات التضامن الاجتماعى والصحة والشباب ثم بالطبع وزارة المالية. امتلأ الصندوق يا سادة.. دعونا نبحث خارجه عن أفكار تحقق نجاحات نحتاجها لتخفيف ضغوط المعيشة على الناس وتدفعهم لحب الحياة والإقبال على العمل والإنتاج.