تعهد المهندس سامح فهمى وزير البترول بتوفير اللحوم لأهالى مصر الجديدة ومدينة نصر بسعر 27 جنيها للكيلو.
تصريحات فهمى جاءت خلال جولته الانتخابية أمس الأول الأربعاء فى الدائرة التى يترشح فيها على مقعد الفئات عن الحزب الوطنى بعد اعتذار السلاب بسبب مرضه.
فى اليوم التالى وهو أمس الخميس وخلال جولة انتخابية أخرى لكن لوزير الزراعة المهندس أمين أباظة فى دائرة التلين بمحافظة الشرقية قال إن «من يزعم أن أسعار اللحوم ستنخفض فهو واهم، لأنها لن تنخفض إلا بزيادة الإنتاج لأن المسألة عرض وطلب».
التناقض بين تصريحات المسئولين فى الحكومة والحزب الوطنى فى الأيام الأخيرة لم يعد يطاق وخرج عن نطاق النسبة المتعارف عليها دوليا فى التضارب والانقسام داخل الحكومة أو الحزب الواحد.
إذا كان المهندس سامح فهمى يستطيع توفير اللحوم بسعر 27 جنيها للكيلو فى مدينة نصر ومصر الجديدة وهما منطقتان مصنفتان ضمن المناطق الراقية، وقفز سعر الكيلو فيهما إلى ما يزيد أحيانا على مائة جنيه، إذا كان ذلك كذلك، فهل نتخيل أن يعد وزير الرى د. محمد نصر الدين علام أهالى دائرته فى جهينة بسوهاج بأن يجعل سعر الكيلو سبعة جنيهات أو أن يقوم د. مفيد شهاب واللواء محمد عبدالسلام المحجوب بالإعلان عن أن أسعار اللحوم فى الإسكندرية ستهبط دون الـ17 جنيها.
ما قاله أباظة فى الشرقية هو الأقرب إلى الصحة رغم أنه يتناقض مع تصريحات أخرى لنفس الوزير قبل حوالى أسبوعين حينما أرجع سبب ارتفاع أسعار اللحوم والخضراوات إلى ارتفاع درجات الحرارة فقط.
ينبغى أن تلتفت الحكومة والحزب الوطنى إلى ضرورة أن يكون هناك خطاب إعلامى موحد، أو على الأقل ألا يحدث التناقض فى مسألة واحدة خلال يوم أو أسبوع واحد.
رأينا قبل أيام د. محمد كمال أمين التثقيف فى الحزب الوطنى ينقض كلام د. على الدين هلال أمين الإعلام بشأن عدم الاتفاق على مرشح رسمى واحد حتى الآن بالنسبة لانتخابات الرئاسة، والآن نرى تضاربا فى تصريحات الوزراء بشأن مستقبل أسعار اللحوم.. ولا نعرف على ماذا سيكون التناقض غدا.
تحسن الحكومة صنعا إذا أصدرت بيانا تناشد فيه الشعب ألا يصدق ما يعلنه الوزراء خلال مرحلة ما قبل الانتخابات، حتى لا يصدق الناس كل ما يسمعونه وبالتالى لا يصابوا بأزمات قلبية أو حتى نفسية.
يعلم وزير البترول أن هناك فقراء وعشوائيين يعيشون على هامش مناطق كثيرة فى مصر الجديدة ومدينة نصر، وهؤلاء لا يستطيعون حتى شراء اللحوم المجمدة أو المستوردة من بعض الدول الأفريقية وسعرها لا يقل عن 35 جنيها.. وعندما يذهبون إلى الجزارين فى المنطقة ويجدون الأسعار فلكية فإن أول ما سيفعلونه هو التصويت ضد الوزير.
افضل ما يفعله الوزير بدلا من الوعود الوهمية أن يشترى مجموعة من العجول على حسابه الشخصى ويقوم بذبحها وتوزيعها على أهالى الدائرة.. فى هذه الحالة سيكسب ثواب الأضحية، ويضمن أصوات الجائعين.