جولة الإعادة فى انتخابات مجلس الشعب اليوم تشبه بالضبط فريقا لكرة القدم يلعب مباراة فى نهائى بطولة الدورى لكنه حسم البطولة قبل نهايتها بسبعة أسابيع
هذا الحسم لم يكن سببه كفاءة وتفوق الفريق الفائز أو ارتفاع لياقته البدنية ومهارته الفنية بل بمساعدة الحكام الذين شلوا حركة الفرق المنافسة وتفننوا فى احتساب الفاولات وضربات الجزاء لمصلحة هذا الفريق مقابل الكروت الصفراء والحمراء للفرق الأخرى. وكذلك بمساعدة اتحاد الكرة الذى حمى هذا الفريق من توقيع أى عقوبات قانونية يستحقها نظير بلطجته وتجاوزاته وسلوكيات جماهيره، هناك أيضا مساعدة أجهزة إعلام تغمض عيناها عن كل سيئات هذا البطل المزور.. بل تبحث دائما عن كل ما يثير الفرقة والبغضاء فى صفوف المنافسين
تخيلوا كيف يكون طعم ولون ورائحة هذه المباراة، هل تتوقعون إقبالا جماهيريا عليها، هل يشعر البطل أنه يستحق البطولة فعلا. وإذا كان البطل «بلا إحساس»، ألا توجد طريقة لإقناعه بالتوقف عن تغيير طريقة اللعب والالتزام بقواعد الرياضة والمنافسة واللعب النظيف.. هل هناك جهاز أو هيئة أو منظمة تشبه «الفيفا» للاحتكام إليها إذا فسد اتحاد الكرة، وغرق الإعلام فى بحر التعصب لصالح فريق واحد؟
مثل هذا الفريق «السارق» يراهن على فضيلة النسيان، فإذا كانت الجماهير لا تتذكر إلا عدد مرات فوز كل فريق ببطولة الدورى، وتنسى أن أهدافا حاسمة جاءت عن طريق التسلل «وضربات الجزاء المضروبة»، فإن المواطنين العاديين سوف ينسون بعد أيام أو شهور كيف جرت الانتخابات، وسوف ينهمكون فى قصص وحكايات أخرى كثيرة يجيد خبراء الإعلام والدعاية إخراجها من الجعبة كل حين بطريقة أفضل من أمهر الحواة
مثل هذا الرهان على النسيان قد يبدو صحيحا على المدى القصير، لكن على مثل هذا الفريق اللص ألا يراهن على ذلك طويلا.
السبب باختصار أن المتفرجين فى الكرة الذين هم المواطنون والناخبون فى السياسة لن يستطيعوا أن يواصلوا الذهاب إلى الملاعب للتشجيع لأن المباراة مملة ومن طرف واحد بل قد يفكرون فى عدم مشاهدة المباراة أمام شاشات التليفزيون، لأنه ما الذى يجبر متفرجا على مشاهدة مباراة مسجلة معروف نتيجتها سلفا، خصوصا أن بقية القنوات تعج بمئات المباريات المثيرة والممتعة والحقيقية فى مختلف أنحاء العالم
ما الذى يجبر المشاهد على تضييع وقته لمتابعة مباراة فى الدورى الصومالى مثلا رغم أنه يملك مشاهدة الدورى الإسبانى والإيطالى والإنجليزى والبرازيلى والألمانى والأرجنتينى؟
ربما يقول البعض إن مثل هذا الفريق لا يهتم بالجمهور، بل يفضل اللعب فى الظلام وبعيدا عن الأضواء الكاشفة
لكن تاريخ اللعبة لا يعرف فريقا استطاع الاستمرار بالبلطجة فقط ومن دون جمهور
الجمهور يملك الكثير من الوسائل.. يستطيع الذهاب إلى الملعب وتشجيع الفرق الحقيقية، بل الذهاب إلى مباريات الفريق «المحتكر» وإطلاق صفارات الاستهجان والغضب.. فربما يرتدع مثل هذا الفريق عن سلوكه المعوج.. ويقتنع أن أى مباراة أو منافسة تحتاج لطرفين على الأقل