قال الغنوشى - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 11 أبريل 2025 11:12 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

قال الغنوشى

نشر فى : الأربعاء 7 مارس 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 7 مارس 2012 - 8:00 ص

رفض راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة الإسلامية بالقطع «فصل الدين عن الدولة»، لكنه فى الوقت نفسه يقر بأن «العلمانية» ليست كفرا أو إلحادا، ويعترف أمام تلاميذه فى تونس قبل أيام بأنها ترتيبات وإجراءات لضمان حرية الفكر والمعتقد.

 

يدين الغنوشى التطرف فى الاتجاهين العلمانى والإسلامى.. ويقول إن المجتمعات الإسلامية ليست فى حاجة إلى من يصادر إيمانها ويحتكره ويفرض على الناس فهمه للدين، كما أنها ليست فى حاجة إلى من يفصل الدين عن الدولة بعنف الخصومة، لكن المجتمعات الإسلامية تحتاج بشدة إلى «التمييز بين الدينى والسياسى».

 

سأتركك مع بعض مما ورد فى محاضرة الغنوشى قبل يومين فى مركز الإسلام والديمقراطية بتونس.

 

● ما يحصل فى بلادنا فى جانب كبير منه هو التباس فى المفاهيم حول العلمانية وحول الإسلام فى نفس الوقت وان العلمانية ليست فلسفة إلحادية وإنما هى ترتيبات وإجراءات لضمان الحرية فى المعتقد والفكر.. كما أنه ليس هناك من ناطق باسم القرآن أو الإرادة الالهية، فالإرادة الالهية تجليها الوحيد فى الأمة من خلال الاجتهاد فى الفهم وليس من خلال احتكار إمام أو حزب أو دولة.. وكما أقر الفقهاء ان المقصد الاسمى لنزول الرسالات هو العدل.

 

● كان أول إجراء للنبى «صلى الله عليه وسلم» لما نزل بالمدينة أن أنشأ المسجد والإجراء الثانى أسس دستورا اسمه الصحيفة ربما تكون أقدم دستور فى العالم تضمنت مواثيق بين المسلمين المهاجرين من مكة والمقيمين فى المدينة، ونصت على ان المسلمين واليهود امة من دون الناس وهنا الحديث ليس عن أمة الدين وانما عن أمة السياسة، وهذا التمييز ربما اهم مصطلح طرحه الفكر الإسلامى الحديث وهو التمييز بين ما هو دينى وما هو سياسى.. لذلك يجب أن نقبل بالمواطنة فهذه البلاد ملك لكل مواطنيها بغض النظر عن معتقداتهم وجنسهم ولهم الحق فى التمتع بنفس الحقوق.

 

● لا يمكن إكراه الناس على الدين كما لا يمكن فصلهم عنه.. الحرية فى اتجاهين أى حرية الولوج فى الدين وحرية مغادرته لأنه لا حاجة للأمة بمنافق.. فالحرية هى القيمة الاساسية الأعظم فى الاسلام. 

 

● الى أين يسير الحوار الجارى اليوم بين تيارات علمانية قد ننعتها بالمتشددة وتيارات إسلامية أيضا قد تأخذ نفس الصفة، أحدهما يريد ان يفرض اجتهادا فى الإسلام من فوق بأدوات الدولة والتيار الآخر يريد تجريد الدولة من كل تأثر بالإسلام، فى الحقيقة نحن لا نحتاج ان يفرض الاسلام بسطوة الدولة، والاسلام بقى ليس بسبب نفوذ الدولة وانما بسبب ما يتمتع به من قبول عام لدى معتنقيه، أما فصل الدين عن الدولة اذا كان المقصود به التمييز بين الدولة التى هى منتوج بشرى والدين الذى هو تنزيل إلهى كان ذلك واضحا، لكن فصل الدين عن الدولة هو نوع من تحويل الدولة الى مافيا والسياسة إلى دجل.

 

يمنح الغنوشى إذن كل المجتمعات الإسلامية عنوانا واضحا وغير ملتبس للتحاور حوله والسير خلفه «التمييز بين الدينى والسياسى» وهو فرصة حقيقية للنجاة من الاستقطاب وسوء الفهم ومعارك التكفير والتسفيه.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات