السيسى.. 7 سنوات من الإنجازات.. و7 تحديات - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 5:10 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

السيسى.. 7 سنوات من الإنجازات.. و7 تحديات

نشر فى : الأحد 6 يونيو 2021 - 7:20 م | آخر تحديث : الأحد 6 يونيو 2021 - 7:20 م
مساء السبت الماضى، سألتنى الإعلامية لميس الحديدى فى برنامجها على قناة «On E» هاتفيا، عن تقييمى لسنوات الرئيس عبدالفتاح السيسى السبع الماضية.
الحديدى سألتنى: هل كنت تتوقع أن تتحقق كل هذه الإنجازات، لدى تولى السيسى الحكم فى يونية ٢٠١٤؟ السؤال، بصيغة أخرى، وجهه لى الإعلامى رامى رضوان فى استوديو قناة D M C مساء الأربعاء الماضى.
إجابتى كانت أن آمال وطموحات معظم المصريين، فى هذا الوقت كانت تتلخص فى الاستقرار الأمنى. وقتها كانت عمليات العنف والإرهاب على أشدها، منذ سقوط جماعة الإخوان عقب ثورة ٣٠ يونية ٢٠١٣.
التفجيرات كانت بصورة شبه يومية من القنابل البسيطة، حتى تفجير مديريات الأمن كما حدث فى القاهرة والدقهلية. الإرهابيون فعلوا كل شىء، بما فيها ما لا يخطر على بال الشيطان، مثل قتل أكثر من 300 شخص كانوا يؤدون صلاة الجمعة فى مسجد قرية الروضة بوسط سيناء، وقتل المصلين الأقباط فى كنائس بالقاهرة وطنطا والإسكندرية والصعيد بعد تفجيرها.
الإرهابيون فجروا أبراج ومحولات الكهرباء وخطوط الغاز، وقتلوا رجال الشرطة والقوات المسلحة ومقاولى البناء والقضاة ومواطنين مدنيين بصورة عشوائية.
يحسب للرئيس السيسى والقوات المسلحة والشرطة أنها كسرت شوكة الإرهابيين، ولم نعد نسمع عن عمليات إرهابية إلا فيما ندر، خصوصا فى جيب صغير شمال سيناء، وهو إنجاز كبير لا يقدر قيمته إلا من فقد نعمة الأمن والاستقرار.
يحسب للرئيس السيسى ومعه البنك المركزى بقيادة طارق عامر والمجموعة الاقتصادية اتخاذ أجرأ قرار منذ عقود، وهو تحرير سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية فى ٣ نوفمبر ٢٠١٦. هذا القرار غير شعبى بالمرة، ودفع ثمنه غالبية المصريين، الذين استيقظوا يومها ليجدوا قيمة ما يمتلكونه بالجنيه المصرى، قد انخفضت إلى النصف تقريبا، خصوصا أن القرار تواكب معه بدء عملية هيكلة أسعار الطاقة من وقود وكهرباء لتصل إلى الأسعار العالمية، وهو الأمر الذى أدى لرفع غالبية أسعار السلع والخدمات، وقال الرئيس السيسى أكثر من مرة إن الشعب المصرى هو البطل الحقيقى الذى تحمل عبء تطبيق هذا القرار.
يحسب للرئيس السيسى وحكوماته المختلفة منذ ٣٠ يونية ٢٠١٣، القضاء على مشكلة انقطاع ونقص الكهرباء التى عانى منها المصريون طوال عقود، وعانى منها المستثمرون ليبنوا مصانعهم أو مشروعاتهم الانتاجية، صحيح أننا دفعنا ثمنا كبيرا مقابل هذا، لكن نسينا تماما انقطاع الكهرباء وبدأنا نصدر الطاقة للعالم.
يحسب للرئيس السيسى التوسع غير المسبوق فى شبكة الطرق والكبارى والجسور، وكل يوم يتم إضافة طريق أو جسر أو كوبرى جديد، لدرجة أن خريطة الطرق والكبارى تتغير بصورة شهرية تقريبا.
يحسب للرئيس السيسى تطبيق مبادرة «100 مليون صحة» التى فحصت وعالجت غالبية المصريين من الأمراض غير السارية، ويحسب له أيضا القضاء على فيروس سى الذى فتك بأجساد ملايين المصريين.
يحسب للرئيس السيسى إنشاء العديد من المشروعات العملاقة، خصوصا قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية، التى قد تخفف من زحام القاهرة الكبرى، ويحسب له أيضا التوسع فى إنشاء المدن الجديدة، التى جعلت الشقق السكنية متاحة للجميع، ويحسب له أيضا بدء القضاء على العشوائيات، والمناطق الخطرة.
هذا ما قلته، وقلت أيضا إنه بجانب هذه الإنجازات الكثيرة هناك تحديات لا تزال تمثل مشكلة كبرى منها الآتى:
التحدى الأول هو ملف سد النهضة وتهديد حصة مصر المائية التاريخية، وإذا لم نتمكن من حسم هذا الملف لصالحنا بصورة واضحة، فإن معظم ما حققناه قد يذهب أدراج الرياح، بل قد يؤثر ليس فقط على دور مصر الآن، بل على وجودها فى المستقبل.
التحدى الثانى هو التعليم، ومن دون تطويره فسوف نعانى فى جميع المجالات، والتوسع فى التعليم الفنى لتوفير الكوادر والكفاءات. إضافة إلى اكمال منظومة التأمين الصحى الشامل.
التحدى الثالث هو مقاومة الفساد بجميع صوره، وإكمال عملية الإصلاح الإدارى والتدريب والتأهيل.
التحدى الرابع هو التوسع فى استصلاح الأراضى من أجل الزراعة، وهذا التحدى مرتبط أساسا أيضا بحل مشكلة سد النهضة.
التحدى الخامس أن تركز عملية التنمية على الزراعة والصناعة، وليس فقط على على الخدمات والعقارات.
التحدى السادس هو إدراك خطورة أزمة الديون خصوصا الخارجية.
التحدى السابع هو مزيد من الحريات والانفتاح السياسى الشامل باستثناء المتطرفين والإرهابيين والتكفيريين وكل من لا يؤمن بالدولة المدنية. الدولة المصرية استقرت وصارت قوية ونحتاج إلى أكبر قدر من التوافق الوطنى، حتى نواجه جميع التحديات الداخلية والخارجية.
عماد الدين حسين  كاتب صحفي