(الساقط) لا محالة - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 11 أبريل 2025 11:37 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

(الساقط) لا محالة

نشر فى : السبت 6 أغسطس 2011 - 8:40 ص | آخر تحديث : السبت 6 أغسطس 2011 - 8:40 ص
لا يحاول الرئيس السورى «السابق» بشار الأسد أن يصدق أنه بحكم الواقع والشرعية صار سابقا منذ أن داست دباباته على أبناء شعبه، وحصدت رصاصاته أرواحهم، ثم ذهب بنفسه ليحيى الجيش ويشد على أيدى الجنود المصابين، وكأنهم عائدون من حرب تحرير مقدسة.

لم يكن المشهد بالأمس فى «حماة، ودير، الزور، وحمص، ودرعا، ودمشق، وجبلة، وتدمر» سوى مؤشر جديد على أن الأسد راحل راحل ولم يعد هناك حل مقبول للأزمة فى سورية سوى برحيله، فالجماهير التى تضرب بالدبابات طيلة أسابيع مضت واصلت صمودها بالأمس، وواصلت احتشادها بأعداد غفيرة رغم القتل والتنكيل وإطلاق النار العشوائى عبر قذائف الدبابات، قالت الجماهير السورية الحرة كلمتها: «إذا كان مع بشار دبابات وجيش مرتزق مملوك خان الشعب والوطن فى سبيل السلطان فإن الجماهير معها الله»، كما خرجت فى جمعة بذات المعنى تنادى: «ليش خايفين.. الله معنا».

لا تتعجب إذا ما شاهدت وجوه النظام فى دمشق يحدثونك عن المؤامرات الخارجية وعن العملاء، فذلك خطاب تعرفه، ولا تتعجب كذلك عندما ترى الدبابات تصطف أمام المساجد لتحصد المصلين الصائمين عشوائيا، فقد جمع بشار الأسد كل سوءات من سبقوه من الطغاة، ذات الغباء السياسى، وذات القسوة المفرطة، هو يخوض الآن حرب الحياة والموت ضد شعب بكل المنطق والعقل هو الباقى وما دونه زائلون.

لا تملك العصابات المملوكية عقلا سياسيا يمكن أن يدفعهم لإدارة أزمة برشد يعرف متى يعلن توقيت الخروج، ويخاف على سمعته وشرفه وسيرته لدى أبناء وطنه، لكن العصابات، لا تكترث كثيرا بالشرف، تدافع عن المغانم حتى آخر نفس، وتموت فى المعارك ليس لبطولة وشجاعة فيها، ولكن لأن مصيرها مربوط بقتل تمارسه وتعلم أنه سيأتى يوم وتمارس فيها، عصابات لا تعرف سوى لغة الخطف والقهر والضرب، وكما سطت على وطن بأكمله، لن تغادره إلا بما هو مستحق لكل مسجل خطر ومعتاد للإجرام.

سيسقط بشار.. ليس بدبابة أمريكية، ولا قصف جوى للناتو، ستسقطه دماء الشهداء، وسيطيح به الغضب الذى تتوسع ناره فى كل المدن، سيسقط وسيجد من يبكيه بحرقة فى تل أبيب، ويتحسر على أيامه التى لن تعوض، سيبكى الإسرائيليون عند خروج كنز إستراتيجى أعظم من ذلك الذى كان فى القاهرة، حارس لأمنهم، و«غفير» على بوابتهم الشمالية، سيبكون الرجل الذى حاربهم بكل مفردات اللغة والخطابة، وظلت دباباته ومدافعه صدئة لا تعمل حتى استدارت للوراء وأفرغت ذخائرها فى صدور الغاضبين العزل، والمصلين الصائمين، والمتطلعين لغد بلا استبداد ولا قهر ولا حياة بوليسية من أبناء شعبه.

سيسقط بشار.. حتى تستكمل الثورة المصرية نجاحها ورسالتها، حتى يبدأ الزمن العربى الجديد، زمن الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، حتى يبدأ الصمود العربى الحقيقى والمقاومة الفعلية التى لا إنشاء فيها ولا خطابة، وإنما إرادة سياسية مستمدة من إرادة الشعوب التى لم تهادن ولم تصالح لا سرا ولا علنا..!
أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات