عزيزى القارئ.. كل عام وأنت بخير بمناسبة حلول الأسبوع السنوى لمناقشة قضية التحرش فى مصر.. أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات.. فى نفس الوقت ده من كل سنة بنكتب مقالات عن التحرش ونتقدم باقتراحات عن وقف ظاهرة التحرش وندين التحرش ونتفق جميعا على أن التحرش وحش.. ويييحيييشششش.. ويبقى الحال على ما هو عليه وننتظر جولة جديدة من التحرشات ومقالات إدانة التحرشات مع هلة عيد الأضحى المبارك أو قدوم أعياد الربيع وشم النسيم أو فى ذكرى عيد العمال أو بمناسبة عاشوراء.. فكل المناسبات تناسب هذه الرياضة الشبابية الأولى فى مصر.. والرزق يحب الخفية.. أمال إيه؟.. كعادتنا كل عام سيفسر لك علماء الاجتماع أسباب انتشار التحرش فى المجتمع، ويعدد لك علماء علم النفس دوافعه فى نفس المتحرش وتأثيره فى نفس الضحية.. ويتقمص أحد المؤرخين دور هيرودوت ويسرد لك تاريخ التحرش فى مصر منذ عصر الفراعنة لما كان المصرى القديم يقف جنب الهرم، ويقول للمصرية القديمة اللى معدية (ما تيجى نفوت ونجيب «توت») الترجمة الهيروغليفية لـ(ماتيجى ونيجى مليجى) أو (أموت أنا فى المسلات) أو غيرها من جمل الغزل الفرعونى العفيف، بل سيتفنن بعض اللغويين فى استخراج المعانى الكامنة فى أجزاء كلمة تحرش نفسها.. بداية بال (تَ) وتنطق (تا) وهى نصف كلمة (تاتا) اللى بتدلع بيها الأمهات أطفالهم عشان يخطوا عتبة الطفولة ويوصلوا لمرحلة الشباب، اللى الشاب المصرى مش مقتنع إنه يوصلها بدون ما يكون لمس أجزاء حساسة فى أجساد عشرات البنات.. غصب.. دون رضاهن.. وهو بيقنع نفسه إنه كده بأه راجل وخطى عتبة دنيا الرجال، هل الفصل بينه وبين البنات فى الإعداداى والثانوى هو اللى بيدفعه (يستكشفهم) بالطريقة دى؟ هل هى فورة الهرمونات اللى بيخجل الكل يكلمه عنها بشكل علمى ويسيبوه يتخبط ويجرب ويسمع من أصحابه ويتفرج على أفلام ومجلات ويحاول يطبق جزء من اللى بيشوفه فى غياب قدوة ومجتمع بيغمض عينه ويدور وشه عشان عيب يكلمه فى الحاجات دى ويفتح عينيه وكأن ما فيش مليون مصدر مشوه يستقى منه معلوماته؟.. جايز!
الجزء التانى من كلمة (ت-حر-ش).. (حر).. وتنطق أيضا (حُر).. الراجل حر.. يعمل اللى يعمله ويقول اللى يقوله.. ويروح وييجى ويدخل ويخرج.. ويشد ويلمس.. راجل ما يعيبوش.. شقى شوية.. بيلعب بديله.. مقطع السمكة وديلها.. بكره ربنا يهديه.. هو (حر).. لكن هى (ص**عه).. هو (دكر) بيمارس ذكورته اللى بيحسده الكل عليها.. لكن هى.. إيه اللى ملبسها كده؟.. ما توسع لبسها.. توسعه كمان.. تغطى نفسها.. أكتر.. أكتر كمان.. مش كفاية كده؟.. طب أقولك ما بتروحش ليه لدكتور تجميل يستأصلها الحاجات اللى خايلاه بيها دى م الآخر؟.. كاشفة وشها ليه؟.. ولو مغطياه إيه اللى وداها هناك أصلا؟.. هو (حر).. هو راجل.. لكن هى؟.. ربنا ياخدها ويريحنا منها بأه..
آخر جزء من أجزاء كلمة (ت-حر-ش).. هى ال (شششششش).. ششششش.. ولا كلمة.. يعنى إيه تعترض لما يلمسها؟.. يعنى إيه تعلى صوتها لما يمسكها؟.. يعنى إيه تشتمه لما يضربها ويجرى؟.. شششششش.. هى هتفضح نفسها وإلا إيه؟.. مافيش حيا ولا أدب؟.. وبتشهد مين عليه؟.. إذا كان نص اللى فى الشارع مستمتعين بالمنظر.. أهو بينتقم منها ومن اللى زيها.. نفسهم يعملوا اللى عمله ومش قادرين.. لكن هو قدر.. ذلها.. كسر نفسها.. والله برافو عليه.. وبعدين هو أصلا ذنبه إيه؟.. تستاهل.. ماشية قدامه ليه؟.. ششششششش.. محضر إيه وقسم إيه؟ دى تبقى فضيحة ليها ولعيلتها ولا عمر حد هيهوب ناحيتها ولا يرضى يتجوزها.. شششششش.. البنت المحترمة المؤدبة تستقبل التحرش بصدر رحب.. ترسم ابتسامة على وشها وتدارى على فضيحتها.. وتستعد لانتهاكات تانية لجسمها وهى صافية النية مبتهجة الروح متسامحة الوجدان.. أخوها وبيفرج عن نفسه.. عادى يعنى.. وبكده تتحل مشكلة التحرش فى مصر.. الحل فى نظر المجتمع مش من ناحية المتحرش.. بل من ناحية المتحرش بيها.. لو تسكت؟.. لو تتهد؟.. لو تختفى؟.. تتحل المشكلة.. عزيزى المتحرش.. خليك انت على جنب مالكش ذنب.. عزيزتى المتحرش بها.. اتهدى بأه ربنا يهدك بوظتى سمعة البلد.. طبقى النصيحة دى وإن شاء الله العيد القادم مش هنتكلم عن مشكلة التحرش ونتفرغ بأه لمشاكل أعمق وأهم.. عزيزى المجتمع المصرى.. طنش وصهين وغمض عينيك.. وكل عام وأنتم بخير.