أين أعيادى؟ - غادة عبد العال - بوابة الشروق
الخميس 19 ديسمبر 2024 6:42 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أين أعيادى؟

نشر فى : الأحد 20 أكتوبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 20 أكتوبر 2013 - 8:00 ص

فى حياة المواطن المصرى البسيط القليل جدا من البهجة اللى بيحاول يلاقيها فى أى سنتيمتر مربع متدارى فى أى مكان فى حياته. ولو مالاقاش بهجة بيحاول يخترعها هو بأى طريقة، أحيانا بطرق شرعية ولو ضاعت منه «الشرعية» زى ما ضاعت من ناس كتير، بيقدر يلاقى طرق غير شرعية كتير يعدل بيها مزاجه اللى دايما مقلوب. من الحاجات البسيطة اللى بيقدر يلاقى فيها المواطن المصرى نسمة هوا محملة بالبهجة هى الأعياد، وطنية بأه، دينية، فرعونية، تاريخية، المهم تبقى إجازة وخلاص... لكن فى الـ 3 سنين اللى فاتوا وبعد قيام ثورة يناير، فيه حد قرر يعكنن على المواطن المصرى البسيط ويخربله كل أعياده ويسد عليه كل شبابيك السعادة والبهجة ويقفلها بالضبة والمفتاح، لأ وكمان بيلخبط المفاتيح عشان يتوهه وما يعرفش مفتاح إيه بتاع شباك مين ؟

 الموضوع بدأ بيوم 25 يناير اللى كان عيد الشرطة فتحول بعدها لعيد الثورة، صحيح احتفال المواطن المصرى بعيد الشرطة كان بينحصر فى إنه ينام للضهر بما إنه يوم أجازة أو يتفرج على أغانى محمد ثروت القديمة، مصريتنا وطنيتنا حماها الله، لكنه كان مؤشر عن اللى جاى بعدين. كل عيد أو يوم أجازة أصبح هدفا للمظاهرات والاعتصامات والثورات، عيد الشرطة بأه عيد الثورة، وبعدها حد كان مصمم يحول 6 أكتوبر لعيد استعادة الشرعية وسقوط الانقلاب، وبعدها أكيد هنلاقى حد ناوى على إن شم النسيم يبقى عيد «أين البرلمان»، وعيد الأم يبقى عيد «تعطيل المترو» وعاشورا يبقى عيد «صمود السنبلاوين»...

عشان نبقى منصفين، مش بس الجماعة المحظورة هى اللى بتستهدف أعياد المواطن البسيط وتصمم تعكنن عليه ــ ولو إن العكننة عليه بأه أسلوب حياة بالنسبة لأعضائهم ــ لكن كمان كل الحركات السياسية بقت بتستهدف الأعياد والتواريخ ذات المغزى، وكأن الحركات السياسية ما بتنشطش غير فى الأجازات، وكأن إثارة ضيق الشعب ده فى حد ذاته هدف، وكأن السنة مافيهاش 365 يوم، يقدروا ينقوا منها أيام «صمود» أو «سقوط» أو «أعياد» ويسيبوا الناس تشم نفسها كام ساعة بعيدا عن روائح قاذورات السياسة وتراب تنضيف الساحة السياسية وإعادة ترتيب النظام. عزيزتى الجماعة المحظورة، عزيزتى بقية الحركات اللى يا عالم ممكن تبقى محظورة بين يوم وليلة أو تستمر على الساحة على طول، سيبوا أعيادنا ومناسباتنا فى حالها، ودوروا على أيام تصنعوها بنفسكم، تواريخها تبقى بتاعتكم إنتم، وأهو تزودولنا فى حياتنا مناسبات جديدة للبهجة، وفى أجنداتنا أيام جديدة للأعياد.

فى التلات سنين اللى فاتوا وبعد قيام ثورة يناير، فيه حد قرر يعكنن على المواطن المصرى البسيط ويخربله كل أعياده ويسد عليه كل شبابيك السعادة والبهجة ويقفلها بالضبة والمفتاح.

التعليقات