الخلايا الجذعية هى حديث العلم والعالم فى السنوات الأخيرة فهى بالقطع أهم كشف علمى بعد اكتمال الجينوم البشرى. خلايا المنشأ أو الخلايا الجذعية خلايا مدهشة يمكن لها فى أى وقت أن تتحول وتتمحور لتصبح خلية أخرى مختلفة تماما. لها أن تتحول إلى خلية عصبية أو خلية من خلايا البنكرياس تفرز الإنسولين أو أى خلية أخرى من الخلايا المكونة لجسم الإنسان وعددها ٢٢ نوعا من الخلايا. قدرة تلك الخلايا النشطة على التحول تجعل منها أملا ربما تخطى حاجز المعجزة فى المستقبل القريب لعلاج الأمراض الشرسة مثل السرطان والأمراض الوراثية وأمراض المناعة.
تعتمد الفكرة الأساسية فى الموضوع على مخاطبة جسد الإنسان بلغة يفهمها وهى تلك الخلايا التى تؤخذ منه لتعدل وراثيا فى أنبوبة الاختبار فيُستخدم فيروس لإدخال الجينات إليها وتترك لتتكاثر وبها نسخة من الجين المطلوب تتكرر ثم يعاد إدخالها مرة أخرى لجسم الإنسان خلية نشطة خالية من العيوب تعرف طريقها تماما إلى مكان العطب فتحل محل الخلايا المريضة. قدرة تلك الخلايا المذهلة على تجديد نفسها ضمان لوجودها الدائم وبالتالى وجود الجين المعالج الأمر الذى يضفى طبيعية على عملية العلاج والشفاء.
العلاج بالخلايا الجذعية عرف طريقه إلى بلادنا فى محاولات متناثرة ربما يعوزها الإمكانات والخبرة منها ما يبشر بنتائج أولية واعدة ومنها ما شابه بعض من ملامح الفساد الذى نعرفه جيدا كالإعلان عن نجاحات وهمية فى علاج أمراض مستعصية بغرض الكسب المادى، التجربة المرة التى عانى منها الكثير من المرضى المدفوعين بأمل الشفاء.
ما دفعنى للكتابة عن الخلايا الجذعية هو أننا بالفعل على أعتاب نقلة علمية هائلة يجب أن نستعد لها بدراسة إمكانياتنا مجتمعة على أن تتبنى الدولة ذلك المشروع العلمى القومى فلا يجب على وجه الإطلاق أن يترك للأفراد مهما حسنت نواياهم، انه لما نشر فى الصحف هذا الاسبوع عن إنشاء أول بنك خاص للخلايا الجذعية فى مصر، وإن كنت لا أملك التفاصيل التى أتمنى أن تطابق قواعد وأخلاقيات المهنة الإنسانية والعلمية.
وأدعو لأن تنتبه نقابة الأطباء بعد تشكيلها الجديد لأهمية القضية وحقيقة الدور الذى يجب أن تلعبه لصالح الطبيب والمريض المصرى فى آن واحد.