بلينكن.. لقد تماديت! - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 10:07 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بلينكن.. لقد تماديت!

نشر فى : الإثنين 6 نوفمبر 2023 - 6:55 م | آخر تحديث : الإثنين 6 نوفمبر 2023 - 6:55 م

نشرت صحيفة القدس الفلسطينية مقالا للكاتبة دلال صائب عريقات، انتقدت فيه ازدواجية وزير الخارجية الأمريكى، إذ وسط تكرار أحاديثه لضرورة إقامة سلام بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، تستمر واشنطن فى تقديم الدعم الشامل لها خاصة العسكرى، مقابل حرمان الشعب الفلسطينى من أبسط حقوقه السيادية... نعرض من المقال ما يلى.
بلينكن، فى حين تكرر تذكيرنا أنك يهودى، نكرر لك أن مشكلتنا ليست مع اليهود، مشكلتنا مع الاحتلال العسكرى الإسرائيلى طويل الأمد. دعنى أوضح، معاداة السامية ليست فى ازدياد ولكن المعضلة تكمن فى الخلط بينها وبين معاداة الصهيونية!
بلينكن، لقد تماديت باستخفاف عقولنا؛ منذ عامين وأنت تستخدم تعبيرا حضاريا «التدابير المتساوية» بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى: بينما تخاطب الشعب الفلسطينى من خلال منصة تويتر وتؤكد شفويا أن تخفيف معاناتهم أولوية، ها أنت للمرة الثالثة خلال شهر تخاطب الشعب الإسرائيلى من وسط تل أبيب وفى مؤتمرات صحفية مع نتنياهو ورجالات الحرب. تلتقى بأهالى الأسرى هناك، بينما لم أرَ لقاء بأهالى الأسرى الفلسطينيين الـ 5200، والآن تعدوا 7000 بسبب الاعتقالات اليومية منذ بداية أكتوبر!!
بلينكن، لمَ لمْ تُدنْ استهداف المبانى السكنية والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس؟ كيف تحمى الشعب الفلسطينى الأعزل وأنت تزود دولة الاحتلال بـ 14.3 مليار دولار إضافة لدعم الجيش العسكرى الإسرائيلى، لم ننسَ الـ 3.8 مليار دولار سنويا من دعم عسكرى والخدمات الاستخباراتية الاستراتيجية! لم لا تقف مع الإنسانية وتبدأ بالوقف الفورى لإطلاق النار! بينما تتحدث شفويا عن مطالبة إسرائيل بوقف «مؤقت» لإطلاق النار، لم لا تفرض هذا الوقف؟ سترد، للقضاء على حماس؟! كيف تريد القضاء على حماس من خلال تعريض السكان المدنيين للموت؟ كيف لأى عاقل أن ينهى أيديولوجية أو فكرا بإبادة الإنسانية؟ لم لم تقم أمريكا وبريطانيا باستهداف الشعب الأيرلندى للقضاء على الجيش الجمهورى الأيرلندى فى التسعينيات؟
بلينكن، الدبلوماسية تعنى القوة الناعمة وليس استخدام القوة! تتحدث عن حل الدولتين والسلام، بينما تستميت فى الحديث عن حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها عسكريا وتستخدم الڤيتو فى وجه قرار أممى لوقف النار، وتغض البصر عن الاستيطان والمستوطنين الإرهابيين وتتجاهل رفع نتنياهو لخارطة من النهر للبحر فى أروقة نيويورك فى سبتمبر! عليك البدء بقراءة عميقة للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة والمادة 31 من نظام روما، تشذ القوة المحتلة عن تعريفات ومواد الدفاع عن النفس!
بلينكن، تحقيق الازدهار وبناء الاقتصاد الفلسطينى لا يحتاج لصراف آلى أو خطة مارشال، إنهاء التبعية للاقتصاد الإسرائيلى هى الحل؛ إن منح الشعب الفلسطينى حقوقه السيادية المشروعة على أرضه وإمكانية الاستثمار الحر واستقلال الكهرباء والماء ومد خطوط الفايبر وشبكات التواصل واستخراج الغاز وكل سياسات الجباية والتخليص التى تتحكم بها إسرائيل وتستعملها ضد الشعب الفلسطينى كورقة ضغط متى شاءت حكومة الاحتلال اليمينى المتطرف، هل نسيت أن عدم السماح بالاستثمار فى المناطق المسماة «ج» لوحدها يحرم الاقتصاد الفلسطينى من ٣.٤ مليار دولار سنويا؟! هل نسيت أن إسرائيل تسيطر على كل مناحى حياتنا فى الضفة والقدس وغزة برا وجوا وبحرا، لا سلطة ولا سيادة دون الموافقة الإسرائيلية؟! ألا تخجل من تكرار عبارة «تدابير متساوية»؟
بلينكن، لقد تماديت، فقد عودتنا إدارة بايدن على الكلام الحضارى المنمق ابتداء بالتدابير المتساوية إلى وعود فتح القنصلية والتراجع عن قرارات ترامب غير القانونية دون أى امتثال للتطبيق.
بلينكن، كيف لكم أن تتوقعوا انعكاسات مشاهد الإجرام الإسرائيلى الموثق على الأجيال القادمة؟ لقد أحبطتم المعتدلين ومحبى السلام بيننا، أمام أشلاء 4 آلاف طفل فلسطينى، وآلاف تحت الركام، الدرس الأقسى والأخطر على المدى الاستراتيجى هو ما استنتجه أولادنا هذا الشهر أن قيادات الإدارة الأمريكية لا ترى قيمة لحياة الشعب الفلسطينى ولا تتعامل معنا كبشر مساوين للبشر من ديانة اليهود، بل نحن مواطنون درجة ثانية من عرق آخر لا نرتقى لقيمة النفس اليهودية!!
نشهد صفقة القرن وفصل دولة غزة وتغيير خارطة الشرق الأوسط الجيوسياسية على حساب دم السكان المدنيين، لن نكون أقلية كما أراد بلفور ولن تحرمونا حقنا فى تقرير مصيرنا، إذا أردت السلام فعلا، «النقل القسرى» لن يطبق على الشعب الفلسطينى، الآن دور آلاف من مواطنى أمريكا ممن يعيشون فى المستوطنات، مسلحين وغير قانونيين، يتوجب عليك سحبهم فورا! اثبت نيتك بتحقيق السلام بتفعيل ترجمة عملية لإنهاء الاحتلال من خلال تحديد ورسم حدود دولة إسرائيل!

النص الأصلى

التعليقات