نشر موقع U.S. News مقالا للكاتبة Susan Milligan تتناول فيها الانقسامات داخل الحزب الجمهورى وقوة ترامب الذى يملكها داخل الحزب.. نعرض منه ما يلى.
رحل دونالد ترامب من واشنطن، فى البداية قام بالصراخ على منصبه الذى خسره، ولكنه رحل على الرغم من ذلك بشكل هادئ غير متوقع إلى منتجعه بفلوريدا.
ترامب مازال يملك القوة فى الحزب الجمهورى، قوة تزيد من انشقاقات الحزب الذى يكافح كأقلية فى الكونجرس وتصطاد المرشحين الجمهوريين الذين لا يدركون قوة ترامب ــ أو الترامبية ــ فى الانتخابات المستقبلية.
سيصل الانقسام إلى ذروته عندما يبدأ الجناحان داخل الحزب الجمهورى فى المواجهة. كان هناك ضغط على رئيس الأقلية الجمهورية فى الكونجرس كيفين ماكارثى لإزالة النائبة مارجورى تايلور جرين من منصبها بسبب استمرارها فى تبنى نظريات المؤامرة ودعوتها على تويتر لاستخدام العنف ضد الديمقراطيين.. صوت مجلس النواب على طرد النائبة بالفعل الجمعة 5 فبراير.
يهدد الانقسام بقلب الحزب داخل مجلس النواب وجميع أنحاء الولايات المتحدة. انتقد الحزب الجمهورى فى ولاية أريزونا شخصيات مثل سيندى ماكين، أرملة السيناتور الراحل جون ماكين وهو من أحد أكبر المسئولين الجمهوريين فى ولاية غراند كانيون.
وفى غضون ذلك، يستعد مجلس الشيوخ لعقد محاكمة لترامب بتهم التحريض على أحداث شغب مبنى الكابيتول. أى مساءلة من قبل النواب الجمهوريين فى الكونجرس ستعود لتطاردهم. ينزعج القدامى فى الحزب الجمهورى، بما فى ذلك زعيم الأقلية السيناتور ميتش ماكونيل من ولاية كنتاكى، من الصورة التى يعطيها أنصار ترامب، مثل مارجورى تايلور جرين، لكن الفشل فى الدفاع عن ترامب قد يغضب قاعدة ترامب.
اعتمد نجاح الجمهوريين تقليديا على التزامهم بقضايا مثل التوظيف، ولكن إذا انحرف تركيز الجمهوريين لينصب على نظريات المؤامرة سيبتعدون عن مركز قوتهم.
القاعدة الموالية لترامب مرتبطة بترامب كشخص بعيدا عن السياسات التى ينتهجها، على عكس الحركات التى تحركها الأيديولوجيات. عندما كان ترامب رئيسا، تغريدة واحدة منه كانت كفيلة لتهبط بمكانة عضو جمهورى، ليتبعها تعهد بالولاء لترامب. لكن هل يمكن أن تدوم الترامبية مع عدم وجود الرجل نفسه فى المقدمة، واعتماده على حشد قواته؟
ترامب مجروح ومشوه باعتباره الرئيس الأول فى التاريخ الذى يتم عزله مرتين، ويواجه تحديات قانونية ومالية بعدما خسر منصبه كرئيس. لكنه لا يزال يحظى بشعبية كبيرة من قاعدة ناخبيه الذين يمكن أن يطيحوا بأى مشرع من الحزب الجمهورى فى الانتخابات التمهيدية.
يقول مايكل ستيل، المتحدث السابق باسم رئيس مجلس النواب السابق فى الحزب الجمهورى جون بونر من أوهايو، إن السؤال يجب أن يكون «ما هى الترامبية؟» إذا كانت الترامبية ترمز إلى تحقيق قوى لأمن الحدود والشعبوية الاقتصادية واتباع نهج أحادى للشئون العالمية، فمن الأرجح أنها ستستمر، أما إذا عرفت على أساس أنها الحكم من خلال تغريدات كراهية، فغالبا لن نراها مرة أخرى.
يضيف مايكل ستيل أنه اعتمادًا على الإجراءات التى اختار ترامب اتخاذها، وكيفية تعامله مع التحديات فى الجبهتين المالية والقانونية، يمكن أن يتضاءل تأثيره بسرعة أكبر مما يُعتقد.
فى الوقت الحالى، لا يزال ترامب قوة مؤثرة فى حزبه. فى ولاية أوهايو، ألقى الحاكم الجمهورى مايك ديواين بعض اللوم على ترامب فى أحداث 6 يناير قائلا: إنه «أشعل حريقا هدد بإحراق ديمقراطيتنا». فى غضون ذلك، يريد نائبان من الحزب الجمهورى فى ولاية هوك، جعل 14 يونيو عطلة رسمية تكريما لترامب.
فى جورجيا، عانى العديد من الجمهوريين من تهديدات لفظية وجسدية لرفضهم قلب النتائج لصالح ترامب. يقول آلان أبراموفيتز، أستاذ العلوم السياسية بجامعة إيمورى، إن النزعة الترامبية لا تزال موجودة داخل صفوف الحزب هناك، مما يضع الحزب الجمهورى فى موقف حرج فى الانتخابات التمهيدية.
يقول كيفن واغنر، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة فلوريدا أتلانتيك، إن موطن ترامب الجديد فى فلوريدا هو أكثر الولايات ملائمة له. فكبار السياسيين فى هذه الولاية إما يؤيدون الرئيس أو غير مستعدين لانتقاده.
تمتع ترامب بشعبية أكبر من الحزب الجمهورى ككل يفسر تحول النائب ماركو روبيو إلى الولاء لترامب بعدما كان ينتقده بشدة فى الانتخابات التمهيدية لعام 2016.
هناك ميل الآن إلى افتراض أن الحزب هو حزب ترامب، حتى وهو يتعافى من خسارة مؤلمة لإعادة انتخابه. بينما يتصارع الجمهوريون على مستقبل حزبهم، تظل الترامبية ــ إن لم يكن ترامب ــ لها قوة.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى