يوم ما اتولدت وعرفت أمها إن ربنا رزقها ببنت عينيها إتملت بالدموع.. كان نفسها تجيب ولد عشان يورث ثروة جوزها المهولة ( اللى هى غالبا عربية 128 و3 آلاف جنية)، لكن لما وصل أخوها للدنيا، أمها اعتبرت نفسها أتمت مهمتها فى الحياة..
أخيرا هتقدر ترفع عينيها فى وش حماتها اللى بتعايرها بخلفة البنات. لما كانت صغيرة كانت بتسمع جدتها بتسأل أخوها « لما تكبر عايز تشتغل إيه؟» لكن كانت دايما بتسألها «لما تكبرى عايزة تتجوزى مين؟» ، هى وأخوها كانوا بيردوا بإجابات غبية (هو بيقول هاشتغل كبير وهى بتقول هاتجوز بابا) لكن فضل دايما محيرها اختلاف السؤال. لما كبرت شوية كانت بتسمع جارتها بتهنى أخوها على نجاحه وبتقول له «مبروك»..
أما هى فكانت دايما بتقول لها «عقبال ما نشرب شرباتك».. ففهمت إن البنت مسيرها لبيت جوزها ولو ما حملتش فى يوم من الأيام لقب «مدام فلان» يبقى مالهاش أى محل من الإعراب «لما كانت بترجع هى وأخوها من المدرسة أمها كانت بتطلب منها تعلق هدومها وهدوم أخوها والصبح توضب سريرها وسريره، فعرفت إن الراجل مهما كان سنه ملك متوج فوق دماغه تاج هيقع لو مد إيده وساعدها فى حاجة ، هى ربنا خلقها بتعرف تطبخ وتكنس وتغسل لكن الرجل تكوينه الجينى لا يحتوى على جين شغل البيت.
طول عمرها كان نفسها تلعب رياضة لكن مدرسة الألعاب كانت بتخليهم يلعبوا استغماية قالت لها ما عندناش بنات تلعب رياضة جسمك بيكبر وبكره كل العيون تبقى عليه.. فعرفت إن جسمها قيد عليها لازم تتخلى بسببه عن حاجات كتير كان نفسها تعملها وتستمتع بيها بدون إحساس بالذنب أو بالإجرام. أول واحد لمسها فى ميكروباص ما قدرتش تكلمه.. عشان عارفة إنها لو نطقت كل اللى حواليها هيقولولها شوفى إنتى لبستى إيه أو قلتى إيه هو اللى شجعه ،كانت خايفة خصوصا من كلام الستات.
لما دخلت الجامعة رشحت نفسها فى اتحاد الطلبة ، ما وقفتش كتير عند إنها خسرت لكن استغربت إن ما انتخبتهاش ولا بنت ولما سألت صاحباتها ليه ما ادوهاش أصواتهم.. قالولها إحنا مابنديش أصواتنا غير للرجالة.. مال البنات ومال اتحاد الطلبة ؟.. الكلام ده للصبيان. اتعلمت تبعد عن الدكاترة الستات والمحاسبات الستات والمحاميات الستات وبأه ليها رأى واضح جدا فى موضوع المرأة والقضاء.. مجمله « إيه اللى هيجيب الست للراجل ، إيش جاب لجاب ؟». لما اتقدملها عريس ما قدرتش ترفضه..هترفضه إزاى وهو مايعيبوش إلا جيبه.. وما زعلتش لما هو رفضها عشان هى متأكده إنه راجل وبالتالى من حقه ينقى ويختار.. ولما اتجوزت اللى بعده من غير حب وبقت أم، جوزها خلاها تسيب الشغل، وهى اقتنعت إن كل سنين تعليمها كانت فقط لتأهيلها لتربية ومذاكرة الأولاد ، لازم طموحها يكون فى أولادها وبس ولو فكرت يكون ليها طموح فى شغلها تبقى ست مهملة مش واخدة بالها من جوزها وأولادها وتستاهل اللعن فى الأرض وفى السماء.
وزى ما شافت أمها بتعمل وجدتها بتقول وصاحباتها بيأكدوا ومدرساتها بيعلموها اتعلمت إنها تحط جواها إشارة حمرا بتنور كل ما تتجرأ وتفكر إنها إنسان كامل أو تنسى للحظة تفكر فى نفسها بدونية.. وهتربى بنتها زى ما اتربت وهاتربى ابنها زى ما أخوها اتربى وهتفضل الدايرة بتدور والقصة مستمرة إلى أبد الآبدين.فى ذكرى يوم المرأة العالمى مش هاسن السكينة ولا هاطلب أى حاجة من الرجل لكن هاطلب من المرأة اللى ربت الرجل على اعتبار نفسه كائن خارق وربت المرأة على اعتبار نفسها كائن ناقص.. باطلب من الأم والأخت والصديقة والمعلمة والشخصية العامة.. بطلى تبصى لنفسك نظرة دونية وبطلى تحطى قدامك وقدام النساء جميعا الإشارات الحمراء والحواجز وأعذار السلبية والفشل.. بطلى تساهمى فى تخليد مفاهيم بالية وبعدين تلقى التهمة كاملة على الرجل الظالم المفترى.. فلنبدأ بأنفسنا وبعدها نلقى التهم على الآخرين.