نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتبة شيماء المرزوقى، تناولت الكاتبة فى مقالها الأثر السلبى لكلام الآخرين عندما يكون قاسيا على أفعالنا وقراراتنا وخاصة تأثيره على سلامتنا النفسية. كما تحدثت عن التصرف السليم لتجنب التأثر بهذا الكلام... نعرض من المقال ما يلى.
يقال: إن معظم القلق الذى نتعرض له، سببه الاحتكاك بالآخرين، وأن آراء المقربين ووجهات نظرهم تجاه أفعالنا أو توجهاتنا أو أعمالنا أو قراراتنا، لها الأثر الكبير فى حياتنا، خاصة عندما تكون وجهات نظرهم قاسية، ومحملة بنقد لاذع، كما يحدث لنا جميعا أو كما مر بمعظمنا، عندما يسمع نقدا غير مبرر من إنسان مقرب منه، أو من زميل يشاركه مقاعد الدراسة أو يشاركه مقر العمل، وهؤلاء لا فكاك منهم، قدرك أن تلتقيهم يوميا، وتتعامل معهم يوميا، والتصادم معهم يعنى أن تكون البيئة سامة، ومحملة بالتوتر بشكل مستمر، وهذا غير صحى وغير عملى.
البدهية التى يجب علينا فهمها والتعامل معها والتسليم بها، أن الآخرين سيقولون ويتحدثون، ولا توجد لديك أى قدرة لتلزمهم بالصمت أو لتغيير ما سيقولونه، بمعنى قد تسمع كلمات تأتى فى قالب الحرص والمصلحة، أو فى إطار الرأى ووجهة النظر، لكنها تكون مؤذية لك، وتستهدفك بشكل واضح، ومع هذا لا تملك إلا إرخاء السمع والإنصات لها، وليس بالضرورة تنفيذها أو الاقتناع بها.
مشكلة حديث الناس، خاصة الأقرباء الذين يعرفون، كما يقال، مكمن ضعفك، ويعرفون تماما تطلعاتك وسعيك، أنها قد تجد أرضية خصبة فى قلبك وعقلك، وهنا يكون وقعها أكبر، وأثرها أبلغ فيك وفى سلامتك النفسية، لأنها تسبب توترا وقلقا، ولن تسلم من كلام الآخرين مهما اعتقدت، ومهما فعلت، هناك دوما من سيتحدث، ومن يقلل من المنجزات أو من النجاحات، حتى لو توقفت عن العمل وعن الحيوية، وتوقفت عن محاولة أن تحقق طموحاتك وغاياتك وتطلعاتك، هناك من سيتكلم ويتحدث عنك بشكل سلبى.
وهذا الجانب تحدث عنه علم النفس وقدم نصائح وتوجيهات، لتجنب أثر ووقع كلام الناس، ومن بين تلك البحوث والدراسات دراسة أجرتها عالمة النفس الفرنسية سافوريو توما، من جامعة باريس، التى استنتجت أن التصرف المقترح لتجنب التأثر بكلام الناس هو عدم محاولة اتخاذ ردة فعل مباشرة بعد سماع الكلام؛ حيث نصحت بأنه فى حال كان الكلام لا يحتمل وقاسيا، فمن الحكمة أن ينسحب الشخص ويمشى بعيدا، حتى يستعيد ثقته بنفسه، إضافة إلى عدم التفكير الكثير بتفاصيل ذلك الكلام.
وعلى الرغم من ذلك، يجب التنبه بأن هناك من يقدم نصيحة ثمينة، محاولا تحقيق فائدة لك؛ لذا فرق بين الكلمات القاسية التى تحاول النيل منك، وتلك التى تكون ناصحة وتقدم لك تجارب وخبرات حياتية ثمينة.