أن تكون عمرو سليم - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 11 أبريل 2025 11:18 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

أن تكون عمرو سليم

نشر فى : الأحد 7 أبريل 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 7 أبريل 2013 - 8:00 ص

لا يملك إلا قلم رصاص وألوانا وموهبة متدفقة، وموقفا حادا فى صدقه، وعقيدة مشبعة بإيمان حقيقى لا ادعاء فيه.

 

فى عام 2004 كان البيان التأسيسى للحركة المصرية للتغيير «كفاية» يتحرك باستحياء بين المكاتب، أنهى المؤسسون صياغته ودفعوه لجمع التوقيعات، شعار: «لا للتمديد.. لا للتوريث» كان يحرك جينات الخوف فى النفوس قبل التوقيع، لكن توقيعه الذى سبق توقيعى بعدة أسماء كان كافيا، لهدم الخوف، كل منا كتب اسمه إلا هو كتب اسمه ورسم صورته. 

 

سألته بعد ذلك فرد ساخرا: «علشان المخبرين ميتعبوش أو يتوهوا فى دوامة تشابه الأسماء.. يبقى معاهم الاسم والصورة».

 

عندما سألنى كاتب إسلامى كبير باستنكار: إيه اللى بيعمله عمرو سليم ده؟ ثم أسهب مندهشا من هجومه الحاد فى رسومه على السلطة الجديدة، وكأن البلد ليس فيه شىء يستحق السخرية والقاء الضوء عليه إلا مرسى والإخوان، تذكرته فى وقت آخر من عام 2004 حين فاز بجائزة نقابة الصحفيين عن الكاريكاتير.

 

اخترق الصفوف فى قاعة النقابة صاعدا للمنصة فور سماع اسمه، يسار الجاكيت فوق موضع القلب علق شارة «كفاية»، تسلم جائزته، وأمسك الشارة ولوح بها للجميع.. وكأنه يقول هذا بلاغ جديد مسجل بالفيديو وشهادات الشهود: أخبروا الديكتاتور المستبد ووريثه الحالم إنى هنا، قابض على جمر الرفض، وأقف بما أملك من موهبة وقدرة على السخرية ضد الفساد والاستبداد. 

 

لم يكن فى يوم من الأيام ابن السلطة أو قريبها، لكنه كان دائم الانتقاد لها، ودائم التبشير بالثورة، وعندما قامت الثورة، وجد من يقايضه على ما دفع من ثمن، وما حقق بعرقه من حرية.

 

هؤلاء الذين يستنكرون عليه تركيزه مع الرئيس وجماعته وحزبه وأهله وعشيرته، لم يستنكروا ذلك حين كان يتنفس تركيزا ضد الرئيس السابق ووريثه وحزبه ورجال أعماله وقططه السمان.

 

يحدثونه بمنطق ما يليق وما لا يليق، وما أحد تحدث عن «قفا» مبارك العريض الذى رسمه سنوات وصدره فى صحف تملك ذات الجرأة، فسحب به من هيبة المستبد بتراكم انتهى بتحرير المصريين من أسر الخوف، بهذه المعايير هل كان ذلك يليق؟

 

الرجل الذى اتخذ موقفا ثابتا ضد السلطة المستبدة أيا كانت، رسم الوريث وفى مواجهته الحقيقة الثابتة: «مصر كبيرة عليك»، وسجل بسخريته مواقف ثابتة ضد سياسات المجلس العسكرى السابق، هل مطلوب منه الآن وهو الذى لم ينضو يوما تحت جناح سلطة، أن يغض الطرف فى عصر الرئيس المنتخب، ويندهش من أدائه ممن تغيرت مواقعهم من المعارضة إلى السلطة، وهم الذين كانوا يحتفون به قبلها.

 

من الذى تغير.. عمرو سليم أم الرئيس المنتخب وجماعته وحزبه وعشيرته وكتابهم والمتعاطفون معهم؟

 

يقف عمرو ثابتا فى مسار واضح ناقد للسلطة أى سلطة، متحملا مشقة ذلك، انتزع حريته بثباته وشجاعته فى زمن الديكتاتور، ويستكثر عليه البعض أن يمارس حريته فى زمن رئيس منتخب جاء بتضحيات ثورة كانت الحرية أول أهدافها، وكان لعمرو نصيب فيها، وبعد نضال شعب كان عمرو متصدرا صفوفه.

 

أن تكون عمرو سليم فأنت الثابت، وهم المتحركون.. أنت الواضح، وهم المتلونون.. أنت القيمة وهم المدعون. 

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات