مقارنة واردة - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 10:11 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مقارنة واردة

نشر فى : الإثنين 7 مايو 2012 - 8:35 ص | آخر تحديث : الإثنين 7 مايو 2012 - 8:35 ص

المقارنة فكرة حاضرة دائما فى ذهن المسافر. كلما ارتحل إلى بلد ذكر وطنه وقارن بين ما يراه وما يعيشه وقد كان ذلك حالى هذا الأسبوع فى مونتريال.

 

تصدرت صورة السيد روبرت تابرنر Robert Taberner هذا الأسبوع معظم جرائد كندا فى صفحتها الأولى وإلى جواره زوجته وجاره لهم انضمت لمشروعهم.

 

القصة بدأت حينما اطلع الطبيب فى مستشفى ضاحية مساساجا ـ تورنتو السيد روبرت تابرنر على ملفه الطبى الذى يشير إلى ضرورة إجراء عملية جراحية له إذ إنه مصاب بسرطان البروستاتا. بعد أن انتهى الطبيب من شرح تفاصيل العملية الجراحية ومضاعفاتها إذا كان لها أن تحدث وأهميتها وفائدتها ومستقبل حياته بعدها أضاف أنها تجرى الآن بمعاونة الروبوت. بالطبع كان للمريض أن يسأل عن قدر الأمان فى عملية جراحية يجريها الإنسان الآلى. جاءت إجابة الطبيب لتؤكد تفوق الإنسان الآلى فى الجراحات على يد الجراح خاصة فى الجراحات الدقيقة ومنها استئصال البروستاتا. أيضا نتائجها تحقق نجاحا أكبر فى تفادى المضاعفات الممكن حدوثها وتستغرق وقتا أقل فى عمليات التخدير وتسجل تعافيا أسرع للمريض بعد إجرائها.

 

لم يتردد السيد تابرنر فى اتخاذ قراره وإن كان عليه أن ينتقل إلى أحد مستشفيات المدن الأكبر مثل تورنتو ومونتريال حيث تجرى تلك العمليات فى المراكز الطبية الجامعية.

 

سلم السيد تابرنر نفسه للروبوت ليجرى له عملية استئصال البروستاتا وكان أن انتهى منها فى وقت وجيز وخرج من المستشفى فى نفس اليوم وعاد إلى منزله معافا مندهشا. من المعروف أن عمليات جراحة البروستاتا تتطلب البقاء فى المستشفى تحت الملاحظة ما لا يقل عن خمسة أيام ـ فى مستشفيات كندا ـ وأنها غالبا ما تحتاج لعدة أسابيع بعدها يعود المريض فيها لطبيعته وعمله ونشاطاته العادية.

 

لم يكتف السيد تابرنر بانبهاره ببراعة الروبوت الذى أنقذه من خطر داهم كان يهدد حياته فحاول أن يترجم شعوره إلى فعل يؤكده.

 

ذهب بمصاحبة زوجته إلى المستشفى الصغير فى ضاحيتهم مساساجا فى يدهم مليون دولار. لهم فيها نصفها والنصف الآخر قدمته جارتهم السيدة مارى جوزييه التى عانت سابقا من سرطان الثدى وعولجت فى نفس المستشفى. قدم الثلاثة مليون دولار وفكرة تبنى مشروع قومى للتبرع بغرض تعميم جراحات الروبوت فى كل مستشفيات كندا.

 

أظن المقارنة واضحة: لم يختر المواطن الكندى أن يغنى لكندا إنما اختار أن يعطيها ماله وجهده. واختارت كندا نظاما للتأمين الصحى يمنح مواطنيها الحق فى اختيار الطبيب والطريقة التى يعالج بها. لنا الله من قبل ومن بعد.

التعليقات