أعلنت السيدة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان أن مصر تقع فى المرتبة العاشرة على مستوى العالم بالنسبة للمدخنين وأكدت أن مصر قطعت شوطا كبيرا لمكافحة التدخين ولكن لايزال الوضع غير مرض!
المناسبة كانت احتفالية منظمة الصحة العالمية وجامعة الدول العربية باليوم العالمى للامتناع عن التدخين، وقد منحت المنظمة العالمية الوزيرة الجائزة الدولية لمكافحة التبغ وقدمها لها حسين الجزائرى المدير الإقليمى للمنظمة.
الواقع أننى تتبعت الخبر فى كل ما طالته يدى من جرائد ومجلات مصرية يومية لأعرف ما الذى أقدمت عليه السيدة الوزيرة ــ غير هذا الإعلان الخطير ــ تستحق عليه جائزة من الصحة العالمية: جائزة دولية لمكافحة التبغ!
لم أجد سوى تلك التصريحات عند توصيف مشكلة التدخين فى مصر وآثارها على صحة مصر والمصريين وإطلاق حملة بنات وبنين ضد التدخين. عنوان شيك لمفهوم غير واضح المعالم. هل الحملة لدفع البنات والبنين للإقلاع عن التدخين؟ إذا كان الأمر كذلك فما محل بقية المصريين البالغين من الإعراب؟
مازالت الحكومة المصرية تؤمن بأن دورها فى مساعدة المصريين للإقلاع عن التدخين هو فرض ضرائب جديدة على صناعة الدخان وأن رفع سعر علبة السجائر كإصابة عصفورين بحجر واحد زيادة دخل الدولة وحرمان المواطن من القدرة على شراء السيجارة.
بالطبع ما تتعمد ألا تراه الحكومة مقابل زيادة دخلها ــ أن المواطن الذى يرى فى التدخين سلواه الوحيدة فى مواجهة ضغوط الحياة الداهمة سيدفع الزيادة مرغما من بند آخر من ميزانيته المتواضعة قد يكون مصاريف تعليم أولاده أو علاجهم.
مشكلة التدخين فى مصر لن تحلها الاحتفاليات والجوائز الوهمية وسياسة الجباية التى تنتهجها الحكومة ولا يخضع لها إلا المواطن الأعزل.
مكافحة التدخين فى كل الأماكن العامة والمصالح الحكومية والمستشفيات ووسائل المواصلات تحتاج أيضا لخطاب مباشرة واضح ومفهوم للمواطن المصرى. رسالة يشترك فى تقديمها كل أصحاب الشأن من أطباء وعاملين بمجالات الخدمة العامة من المجتمع المدنى.
رسالة صادقة وموجزة من أهل الرأى فلا أظنها أبدا رسالة مقنعة من نجوم الحفلات والجوائز والصور الملونة التى تحتل بإلحاح صفحات الجرائد والمجلات إذ إنها رسالة سرعان ما تتحول إلى دخان فى الهواء.