كان هذا هو عنوان الموضوع الرئيسى لصفحة صحة وتغذية صباح الاثنين 22/2/2010 انتهزت فرصة الإعلان عن خبر مهم يتعلق بسبب وفاة الفرعون المصرى الأشهر توت غنخ آمون لأعرف بعض الحقائق عن مرض الملاريا. انتهت أبحاث بعثة علمية فى ذلك الحين إلى أنه إلى جانب مرض نادر فى العظام يسبب تآكلها فإن وفاة الفرعون الجميل إنما جاءت إثر إصابته بحمى الملاريا.
ها هى الملاريا تطل بوجهها القبيح مرة أخرى كأنما تسعى وراء حفدة الفرعون فتبدأ نشاطها من أسوان.
عرفت مصر الملاريا منذ القدم فقد انتشرت الملاريا على ضفتى النيل والدلتا والواحات فى عهد قديم وكان آخر عهدنا بانتشارها فى صورة وباء من السودان اجتاح وادى النيل عامى 1942 ـ 1943 ليتسبب فى وفاة مائة وثمانين ألفا من البشر.
تغتال الملاريا ــ وفقا للاحصائيات الأخيرة لمركز رصد ومكافحة الأمراض الأمريكى CDC ــ ثلاثة آلاف طفل فى أفريقيا يوميا. بينما تحتل المركز الخامس فى العالم للأمراض المعدية المسببة للوفاة بعد الالتهاب الرئوى، مرض نقص المناعة، أمراض الإسهال والسل الرئوى.
الأمر إذن جد خطير ويجب أن يؤخذ فى الاعتبار أن أول ما يجب أن تبدأ الجهود به هو التوعية بالمرض ذاته وطرق انتقال عدواه وسبل الوقاية المتاحة خاصة أنه نظرا لوجود عائل وسيط هو أنثى البعوض فإن الخطر بلا شك محمول على أجنحة يتجول فى الهواء.
قد يتبادر للذهن أن كل البعوض قابل لنقل العدوى لكن الحقيقة أن العدوى تنقلها فقط أنثى البعوض من نوع يطلق عليه علميا Anopheles Mosquitoes حينما تلدغ الإنسان بغرض الحصول على قدر ضئيل من دمه لتتغذى عليه مع ما تحمله من بيضات. إذا كان الإنسان مريضا فإنها تلتقط مع ذلك القدر اليسير من دمه كائنا دقيقا من خلية واحدة يطلق عليه Plasmodium هو الطور المعدى. إذا ما لدغت البعوضة إنسانا سليما فإنها تفرغ مع سائلها تلك الخلية إلى دم الإنسان لتتجه مباشرة إلى كبده حيث تتكاثر بصورة مخيفة لتسرى مرة أخرى فى الدم محمولة على كرات الدم الحمراء لتغزو كل أعضائه مسببة تلك الأعراض القاسية من حمى ورعشة وانهيار وظائف الأعضاء التى قد تؤدى للوفاة.
سهولة انتقال العدوى وخطورة تداعيات المرض تستدعى تدخل هيئات الصحة العالمية المختلفة وهذا ما نتوقعه الآن ونتمنى أن يصلنا فى أقرب وقت قبل أن تتحول نذر الخطر إلى واقع لا تحمد عقباه.