المتربصون بمشروع القناة - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 9:58 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المتربصون بمشروع القناة

نشر فى : الخميس 7 أغسطس 2014 - 7:05 ص | آخر تحديث : الخميس 7 أغسطس 2014 - 7:05 ص

عقب الانتهاء من حفل إطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسى لإشارة البدء بحفر قناة السويس الجديدة، ظهر أمس الأول، داعبنى الدكتور كمال الجنزورى قائلا: إيه رأيك، هل استرحت الآن؟.

قلت له: نعم، الحمد لله. فى لقاءات كثيرة سابقة مع الدكتور الجنزورى كنت قلقا جدا من كثرة الحديث عن مشروعات كبرى دون أن يرى الناس شيئا ملموسا، وكانت إجابته الدائمة هى: اصبر وستطمئن.

ووظيفة الصحفى أن يسأل عن كل التفاصيل، ولذلك سألت الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط والمتابعة: هل درستم المشروع جيدا؟، فقال بالطبع نعم، ثم سألته سؤالا أكثر تحديدا: هل طاقة قطاع المقاولات فى مصر قادرة على بناء القناة، ومليون وحدة سكنية، إضافة إلى البناء الأهلى السنوى، وهل يملك مواد البناء والآلات اللازمة لهذا الأمر؟!.

رد الوزير بثقة: لقد تمت دراسة كل النقاط والتفاصيل بصورة كاملة.

من حق الناس أن تسأل عن كل شىء بشأن تفاصيل هذا المشروع وغيره، وتلك الوظيفة الطبيعية للإعلام، حتى لا نتفاجأ ذات يوم بأى خبر سئ، وبالتالى لا ينبغى أن ننتقد أولئك الذين يطالبون بمعلومات كاملة عن المشروع وتفاصيله.

شخصيا وعندما تحدث الفريق أول مهاب مميش عن المشروع فى مقر الهيئة ثم الرئيس عبدالفتاح السيسى، شعرت أننا فعلا بصدد مشروع قومى عملاق، إذا تم بالشروط والمواصفات والمواعيد الزمنية التى تحدث بها القائمون على أمر المشروع.

وإذا كان من حق الناس التساؤل عن كل شىء، فليس مطلوبا أن يحول البعض الأمر إلى سخرية من المشروع خصوصا أنصار جماعة الإخوان الذين كان المشروع بالنسبة لهم جوهر مشروعهم الانتخابى والعمود الفقرى فى مشروع النهضة.

الدعاية الإخوانية لم تكلف نفسها عناء مناقشة المشروع، بل سارعت لرفضه لمجرد أن السيسى هو الذى طرحه، وسمعت مذيعا إخوانيا يحاور خبيرا اقتصاديا مصريا ويحاول أن يستنطقه بكل الطرق ليقول إن المشروع فاشل، ولما رفض الرجل الانسياق وراء هذا النوع الرخيص من الإعلام، سأله: لكن ألا ترى أن مصر لا تحتاج مثل هذه المشروعات التى تزيد من حدة الأزمة الاقتصادية الراهنة؟! رد عليه الخبير بأنه إذا كان هذا المنطق صحيحا ما تمت إقامة أى مشروعات كبيرة فى أى مكان بالعالم.

ثم إن هناك موعدا محددا لإنجاز مشروع حفر القناة بعد سنة، وهو وقت صغير جدا فى عمر الشعوب، وسنحكم بعدها على المشروع.

مرة أخرى، يحق للجميع، بل هو واجب عليهم التساؤل حول التفاصيل حتى لا نتفاجأ بأى خطأ مستقبلى مهما يكن بسيطا، لكن المزعج هو التربص والبحث عن أى أوجه انتقاد لمجرد أن الذى يقف وراء هذا المشروع هو عبدالفتاح السيسى أو المؤسسة العسكرية.

بهذه الطريقة، فإن هؤلاء المنتقدين أو المتربصين لن يعجبهم العجب وسيظلون يرفضون أى شىء حتى لو كان جيدا لمجرد أن الرئيس هو الذى يقف خلفه.

ما حدث يوم الثلاثاء أمر عظيم، وإذا تم إنجازه بطريقة صحيحة فسوف يكون تطورا استراتيجيا مهما، على الأقل سيقضى على مشروع القناة الإسرائيلية، وسيحل جزءا من مشكلتنا الاقتصادية، والأهم أنه سيعطى أملا بشأن المستقبل.

ظهر الثلاثاء الماضى حينما دوى صوت التفجير إيذانا ببدء الحفر أدركت أن مثل هذا النوع من التفجيرات هو الأكثر قوة وتأثيرا فى مواجهة التفجيرات الإرهابية التى تتم كل يوم فى منطقة لا تبعد كثيرا عن نفس المكان.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي