هارد لك وهارد لكم وهارد لنا! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 9:23 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هارد لك وهارد لكم وهارد لنا!

نشر فى : الأربعاء 7 أغسطس 2024 - 11:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 7 أغسطس 2024 - 11:00 ص

** هارد لك نعم.. حزين نعم.. راضٍ عن مستوى أداء الفريق نعم. تشعر الآن أننا نستطيع أن نلعب كرة القدم التى نتمناها نعم. كسبنا فريقًا امتلك خبرة لعب دولية نعم. ترى أن منتخب فرنسا أفضل واستحق الفوز نعم. لكن السؤال تاريخى يعود إلى ذهنى مرة أخرى: «لماذا نخسر فوزًا فى يدنا؟ حدث ذلك مرات من قبل فى كرة القدم وفى كرة اليد، وفى الألعاب الأولمبية وفى بطولات عالم. والإجابة سبق وأن كررتها وأوضحتها قولًا ونصًا: الفارق هو اللياقة الذهنية والبدنية. أننا لا نصدق أحيانًا بقدرتنا على الفوز ضد فريق عالمى. لكن فى حالة المنتخب الأوليمبى أمام فرنسا كانت اللياقة قد ذهبت ونفذت فى أداء الفريق بالشوط الأول، وهو الذى وصفناه جميعًا بأنه من أفضل أشواط الكرة المصرية فى 14 سنة، وتحديدًا منذ عام 2010.
** فى هذا الشوط لعب المنتخب كرة القدم التى نتمناها جميعًا. كان ندًا لفرنسا، هاجم ودافع بتنظيم رائع، وبأداء جماعى، وبمسافات قريبة بين اللاعبين وبين الخطوط. أحيانًا كنا نمارس ملامح تيكى تاكا على الفرنسيين فى هذا الشوط. ونضغط على كل لاعب يمتلك الكرة بل مارسنا الضغط بالتمركز فى المقدمة أحيانًا بتوزيع اللاعبين على مراكز ونقاط تحرم المنتخب الفرنسى من الخروح بالكرة من ملعبه. كنا نلعب بثقة وهدوء، ونلعب بشحصية جماعية وكل لاعب يلعب بشخصية فردية. وهذا الأداء أصاب تييرى هنرى بالحيرة، لقد فاجأنا مدرب فرنسا بأننا نلعب كرة قدم. وعلى الرغم من تصريحاته قبل المباراة بأنها ستكون صعبة فإنه أدرك عمليًا فى الشوط الأول أنها صعبة. وانظروا إلى حيرته ووجهه فى الشوط الأول. لكن أثناء المباراة أشرت إلى أن هذا التكتيك قد يكلف المنتخب قدراته البدنية فى الشوط الثانى وقد حدث.
** على الرغم من الصغط الفرنسى بعد أن تقدمنا بهدف محمود صابر الدقيقة 62. وعلى الرغم من تألق حمزة علاء والصداقة بينه وبين القائم، وعلى الرغم من أننا اقتربنا جدًا، وأصبحنا على مسافة 7 دقائق من التأهل للمباراة النهائية. فقدنا كل هذا بتعادل فرنسا فى الدقيقة 83، بواسطة جان فيليب ماتيتا الذى مر من ثغرة دفاعية وانفرد بحمزة علاء وسجل. وهى ثغرة سببها ضياع التركيز والشعور بأن المباراة انتهت بالتأهل، ونقص اللياقة أو ضياع اللياقة بعد الجهد الجبار الذى بذله اللاعبون.
** هذا الهدف الفرنسى أحبط لاعبى المنتخب وأحبطنا وشعرنا جميعًا أن خروج المنتخب من المباراة النهائية بات محتملًا. فهناك فارق لياقة ومهارات وسرعات كبير بين المنتخبين. والذهاب إلى الوقت الإضافى كان عبئًا بدنيًا كبيرًا جدًا على لاعبينا. وعلى الرغم من المحاولات المستميتة كان طرد عمر فايد فى الدقيقة 92 مؤثرًا جدًا فى معنويات وانضباط المنتخب الأولمبى، فبعد هذا الطرد أضاف ماتيتا الهدف الثانى لفرنسا الدقيقة 99 ثم أضاف ويكايل أوليسيه الهدف الثالث فى الدقيقة 108، لتلعب المباراة النهائية مع إسبانيا على ملعب بارك دى برانس وكان الإسبان فازوا على المغرب 2/1.
** اللعب فى المباراة النهائية كان بالنسبة لى هو التاريخ. دون إفراط فى استخدام كلمة تاريخ وتاريخية وتاريخى. كنا سنضمن فضية. لكن الآن تعود الأقلام والبرامج إلى الحديث عن البرونزية التاريخية أمام المغرب، لكنها لن تكون سهلة، فالفريق المغربى يلعب كرة حديثة أيضًا، ويلعب بروح قتالية وبنضال. وعلينا أن ننظم جهدنا ونلعب بنفس عقلية الشوط الأول أمام فرنسا. ومهما كانت النتيجة دعونا نبدأ كرة القدم التى نريدها حقًا من الشوط الأول أمام فرنسا فى المحفل الأولمبى وأمام 60 ألف مشجع كانوا يضرخون ويهتفون ويشجعون طوال الوقت.
** هارد لك للفريق ومدربه القدير.. وهارد لكم للاعبين. وهارد لنا نحن الذين شجعنا وتحمسنا، وتوقفت قلوبنا من أجلكم ومن أجل حلم النهائى والميدالية.

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.