تسونامى البحر الأبيض المتوسط - صحافة عالمية - بوابة الشروق
الجمعة 13 ديسمبر 2024 10:33 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تسونامى البحر الأبيض المتوسط

نشر فى : الإثنين 7 سبتمبر 2015 - 5:50 ص | آخر تحديث : الإثنين 7 سبتمبر 2015 - 5:50 ص

نشر موقع يوريشيا ريفيو عرضا لدراسة علمية كانت قد نشرت فى «أوشين ساينس»؛ وهى مجلة مفتوحة للاتحاد الأوروبى لعلوم الأرض، قام بها عدد من الباحثين الأوروبيين بهدف تطوير نموذج لمحاكاة تأثير التسونامى الذى ينتج عن الزلازل والهزات الأرضية، وقاموا بتطبيق هذا النموذج على منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. وقد اشار المقال إلى أن نتائج الدراسة تظهر كيف يمكن أن تضرب موجات التسونامى المناطق الساحلية فى جنوب إيطاليا واليونان وتغمرها.

فعلى الرغم من أن التسونامى لا يحدث فى البحر الأبيض المتوسط بشكل دورى كما هو الحال فى المحيطين الهادى والهندى، إلا أنه يحدث أحيانا نتيجة انزلاق ألواح أفريقية تحت ألواح بأوراسيا. فنحو عشرة بالمئة من موجات التسونامى التى تحدث فى العالم تكون فى البحر المتوسط، بمعدل مرة واحدة فى القرن. وهنا تشير الدراسة إلى أن خطر هذا التسونامى على المناطق الساحلية كبير نظرا للكثافة السكانية فى المنطقة؛ فنحو 130 مليون من السكان يعيشون بطول المناطق الساحلية للبحر المتوسط. والأكثر من ذلك أن موجات التسونامى تحدث فى مسافة قريبة من الشاطئ، وبالتالى يكون هناك وقت قليل جدا قبل أن يضرب التسونامى الشواطئ.

***
يشير المقال إلى أن تلك الدراسة إنما توضح مدى حدوث الفيضانات فى مناطق معينة بطول سواحل جنوب إيطاليا واليونان إذا أصابها تسونامى كبير قد حدث فى تلك المنطقة، وبالتالى فتلك الدراسة قد تساعد السلطات المحلية فى تحديد المناطق المعرضة للخطر.

حيث قال أخيلياس ساماراس المؤلف الرئيسى للدراسة والباحث بجامعة بولونيا فى إيطاليا؛ إن «الفجوة فى المعرفة فيما يخص نماذج التسونامى هى عدم معرفة ما يجرى عند اقتراب أمواج التسونامى من الشاطئ واندفاعها إلى الداخل. فالمناطق القريبة من الشاطئ هى المنطقة أو البؤرة التى تتحول فيها الأمواج وتنطلق – بشكل أكثر حدة مغيرة اتجاههاــ عبر المياه الضحلة القريبة من الشاطئ. وأضاف «حيث اردنا اكتشاف تأثير أمواج التسونامى على المناطق الساحلية ليس فقط الأكثر تعرضا للزلازل والحركات التكتونية، ولكن ايضا تلك التى شهدت العديد من أحداث التسونامى فى الماضى».

ويوضح المقال أن الفريق قد استخدم نموذجا حاسوبيا ليمثل طريقة تشكيل التسونامى فى البحر المتوسط وكيف ينطلق ويضرب الشاطئ، معتمدين على بعض المعلومات كعمق البحر وخط الشاطئ والتضاريس. فقال ساماراس «قمنا بمحاكاة تولد التسونامى بعمل إحلال وتوليد لهزات أرضية سواء على سطح البحر أو فى القاع». وبالتالى «فالنموذج يحاكى كيفية انتشار الاضطرابات المتمثلة فى موجات التسونامى واندفاعها وتحولها بمجرد وصولها للمناطق القريبة من الشاطئ حيث تغمر المناطق الساحلية».

وكما هو واضح فى دراسة «الأوشين ساينس»، قام الفريق بتطبيق نموذجهم على تسونامى ناتج عن هزة أرضية بقوة 7 ريختر قبالة سواحل شرق صقلية وجنوب جزيرة كريت. وأظهرت النتائج أنه فى كلتا الحالتين ستغمر أمواج التسونامى المناطق الساحلية المنخفضة بنحو 5 أمتار فوق مستوى سطح البحر. وستكون النتيجة أخطر على كريت حيث سينغمر نحو 3.5 كم2 من الأرض تحت الماء.

وأضاف ساماراس محذرا: «إنه نظرا لتعقد تلك الظاهرة التى يتم دراستها، فلا يجب أن نطبق تلك النتائج المعروضة بشكل اعتباطى، بمعنى ألا نفترض أن التسونامى الذى ينتج بدرجة أكبر خمس مرات مثلا سيغمر منطقة اكبر خمس مرات. فمن الأفضل أن يتم اعتبار تلك النتائج مؤشرا يوضح كيف أن المواقع المختلفة فى كل منطقة قد تتأثر بالأحداث الكبرى».

***
تناول المقال أيضا تصريح ساماراس الذى قال فيه «بالرغم من أن أحداث التسونامى التى قمنا بمحاكاتها كأحداث ناتجة عن الهزات الأرضية لم تكن صغيرة، إلا أن هناك تاريخا مسجلا بأحداث أكبر– من حيث درجة الهزات الأرضية ومناطق الصدمات ــ قد وقعت فى المنطقة». فعلى سبيل المثال، ضربت مجموعة من الزلازل سواحل كريت عام 365 م، وكانت تلك هى الضربة الأكبر؛ حيث تراوحت درجتها من 8: 8.5 رختر. وكانت النتيجة تدمير مناطق قديمة فى اليونان وإيطاليا ومصر، وقتلت 5000 فردا فى الإسكندرية وحدها. وقد ضرب زلزال آخر ــ أحدث ــ بدرجة 7 ريختر منطقة مسينة فى إيطاليا فى عام 1908، فنتج عنه تسونامى قتل الآلاف بأمواج ملحوظة محليا تجاوز ارتفاعها 10 أمتار.

***
ختاما يرى الفريق، الذى أجرى الدراسة، تلك النتائج كنقطة بداية لتقييم أكثر تفصيلا لمخاطر الفيضانات الساحلية والتخفيف على طول السواحل الشرقية للبحر الابيض المتوسط. حيث قال ساماراس «نموذجنا يمكن ان يفيد السلطات العامة وصانعى القرار فى إنشاء قاعدة بيانات مكثفة عن سيناريوهات حدوث التسونامى فى البحر الأبيض المتوسط، والتعرف على المناطق الساحلية المعرضة للخطر فى كل سيناريو، من أجل وضع خطط الدفاع والتفادى المناسبة».

التعليقات