جذور البهائية فى بومباى - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الأحد 15 ديسمبر 2024 7:35 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جذور البهائية فى بومباى

نشر فى : الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 9:15 م | آخر تحديث : الإثنين 7 أكتوبر 2019 - 9:15 م

نشر موقع Eurasia review مقالا للكاتبة Sifra Lenitin تكلمت فيه عن تاريخ ديانة البهائية ودور مدينة بومباى فى نشره، نعرض منه ما يلى:
الهند تحتوى على أكبر عدد من البهائيين اليوم، وهى الديانة الأكثر حداثة الآن فى العالم والتى تأسست فى بلاد فارس فى القرن التاسع عشر. وبسبب الاضطهاد الذى تعرضوا إليه فى بلادهم فروا إلى بومباى التى كانت موطنا بالفعل لكثير من الإيرانيين لنشر رسالة إيمانهم.
فى يوم 29 و30 أكتوبر 2019، سوف يحتفل مجتمع البهائيين فى الهند ــ الذى يراوح عدده من حوالى 1.8 إلى 2 مليون ــ بالذكرى المئوية الثانية لميلاد «الباب» سيد على محمد الشيرازى. يعد هذا حدثًا تاريخيًا لأحدث دين فى العالم، والذى كان لبومباى دور مهم فى نشره وتدعيمه.
البهائية، وهى دين يخلو من الأعياد أو الطقوس، ممارساتها الدينية غير واضحة مثل أتباع الديانات القديمة، مثل الهندوسية. أعلن الباب ــ وهو من دعى إلى البهائية وأهم شخصية تاريخية فيها، فى عام 1844 أن وصول نبى جديد (بهاء الله) كان وشيكًا.. مما أدى إلى قيام حركات عرفت بالبابية وواجهت رد فعل عنيف من أسرة القاجار الحاكمة آنذاك والشيعة على أساس أنها بدعة دينية، مما دفع أتباعها إلى الفرار. وحتى يومنا هذا، على الرغم من أن البهائيين هم أكبر أقلية فى إيران، إلا أنهم ما زالوا مضطهدين.
***
وقعت معظم الأحداث التاريخية المتعلقة بالبهائية فى غرب آسيا، ولكن ميناء ومدينة بومباى لعبا دورًا مهمًا فى نموها فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وفرت المدينة ملجأً إلى البابيين المضطهدين، وبعد ذلك إلى البهائيين الذين اتخذوها قاعدة لنشر التعاليم البهائية والمكان الذى تم فيه نشر النصوص التأسيسية الأولى للدين التى كتبها بهاء الله نفسه، ونشرها إلى بلاد فارس والعالم.
يعتقد البهائيون أن كل وحى إلهى (سواء كان كريشنا أو زرادشت أو بهاء الله) دعوا إلى عبادة الله، وكل وحى عمل على نشر تعاليم مرتبطة بالوقت الذى عاش فيه، ويعتقدون أن بهاء الله يعتبر النبى الأحدث ولكن ليس الأخير. البهائية تؤكد على العالمية والسلمية ــ يمكن لأى شخص اتباعها دون التخلى عن دينه ــ وتؤمن بالمساواة بين الجنسين، وتنمية المجتمع ليس فقط لشعبها ولكن للجميع.
عائلة أفنان فى بومباى
فى بومباى، كان أول من استضاف مدرسى البابيين والوهابيين الأوائل المتحدرين مباشرة من عائلة باب هم الأفنان الذين افتتحوا شركتين تجاريتين هما حاج سيد ميرزا وميرزا محمود فى أوائل خمسينيات القرن التاسع عشر. قدم من خلالها كل من ميرزا ومحمود وأتباع باب وبهاء الله الدعم اللوجستى والنقدى لنشر التعاليم البهائية، مثل الجولات الثلاث فى الهند البريطانية والولايات الهندية الأميرية التى قام بها الداعية البهائى جمال أفندى والذى جعل من مكتب أفنان فى بومباى قاعدة له.
كما أنشأ أحد أفراد عائلة أفنان مطبعة الناصرى فى المدينة فى أوائل ثمانينيات القرن التاسع عشر والتى من خلالها تم طباعة كتابات بهاء الله الأولى باللغتين الفارسية والعربية. وقام البهائيون بتوزيع هذه الكتب المقدسة فى إيران والإمبراطورية العثمانية وشمال إفريقيا والهند.
بما أن المعلمين البهائيين كانوا متحدثين باللغة الفارسية، فقد تمكنوا فى الغالب من التحدث إلى الإيرانيين الآخرين حول عقيدتهم ــ واستخدام بعض الطرق غير التقليدية للوصول إلى الشباب.
أدى انتشار الإيمان البهائى بين الإيرانيين فى بومباى إلى انتقال التعاليم إلى العائلة والأصدقاء خلال زياراتهم لمناطق يزد وكرمان فى إيران. شيرى نوريزدان، أحد كبار السن فى مجتمع مومباى وكاتب يكتب عن البهائية، يتذكر كيف علم والده بالديانة البهائية فى قريته نصراباد (يزد) من خلال زائر من بومباى.
فى فلسطين فى القرن التاسع عشر قام العديد من البهائيين فى بومباى برحلة شاقة عن طريق البحر إلى حيفا فى فلسطين لزيارة ضريح الباب، أو منزل عبدالبهاء فى بهجى أو الكهوف فى قلعة عكا القريبة حيث تم سجن بهاء الله... كانت بومباى موطنا لأول جمعية روحانية محلية بهائية فى شبه القارة الهندية فى عام 1911. تم إنشاء هذه الهيئة المنتخبة ديمقراطيا لإدارة الأنشطة الدينية والتعليمية والاجتماعية والخيرية للمجتمع.
عُقد أول مؤتمر وطنى للبهائيين فى الهند (والذى ضم بعد ذلك إقليم السند فى باكستان وبورما) فى بومباى عام 1920 لانتخاب أول جمعية روحانية بهائية وطنية فى الهند. وبناءً على طلب من الوفد البورمى فى هذه الاتفاقية، استجاب عبدالبهاء (الابن الأكبر لنبى البهائية ومترجم كتاباته) وسمح ببناء معبد فى العاصمة الوطنية. ظهر معبد اللوتس البهائى، وهو هيكل جميل تم إنشاؤه بعد 66 عامًا من ظهور البهائية فى نيودلهى، والذى يعد أيضًا مقر الجمعية الروحانية البهائية الوطنية فى الهند.
اليوم، لا يوجد فى مومباى كثير من البهائيين وعددهم يصعب التأكد منه، لكن للمدينة أهمية كبيرة فى تاريخ الديانة البهائية. لتأكيد دورها الفريد كمحور لنشر البهائية عبر شبه القارة الهندية وجنوب شرق آسيا، يعتبر البهائيون فى مومباى على أنهم «الجالية الأم للعقيدة» فى الهند.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى

التعليقات