نشرت جريدة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب حسن مدن، يوضح فيه حال منصة «تويتر» بعد عام من نقل ملكيتها لـ«إيلون ماسك» وتغيير اسمها إلى «إكس». فبعد المقارنة بين منصة «إكس» و«ميتا» فى السماح بنشر المحتوى المتعاطف مع أهل غزة، اتضح أن التغيير شمل الاسم والسياسة المنظمة لعمل المنصة، فالمحتويات المحجوبة على منصة «إكس» لا تقارن بالعدد الكبير الذى تم منع نشره على «ميتا». على الصعيد المالى، يشير موقع «ماشابل» المتخصص فى التقنية، إلى انخفاض الإيرادات الإعلانية للمنصة بنسبة بلغت 60 فى المائة... نعرض من المقال ما يلى.
مضى عام منذ أن أصبحت المنصة التى كانت تعرف بـ«تويتر»، ملكا لصاحبها الجديد إيلون ماسك، الذى حول اسمها إلى «إكس»، كأنه أراد تأسيس تاريخ جديد لها؛ بحيث يكون منفصلا عن تاريخها السابق، لكن تلك ليست مهمة يسيرة، فما زال الناس حتى اليوم حين يأتون على ذكر الاسم الجديد للمنصة، يرفقونه بعبارة «تويتر سابقا»، بين مزدوجين. سيحتاج العالم إلى فترة قد تطول حتى يعتاد بأن هناك «إكس»، وليس «تويتر».
تغير الاسم هل يعنى تغير السياسة الناظمة لعمل المنصة؟ فى هذا يختلف الناس أيضا. فى أول إجراءاته بعد أن اشترى المنصة، أقال ماسك عددا من كبار المسئولين التنفيذيين الذين اتهمهم بتضليله بشأن عدد حسابات البريد العشوائى، لكنه لم يفصح يومها عن خططه بخصوص كيفية تحقيق طموحاته الكبيرة للمنصة المؤثرة، وإن لمح إلى أنه بصدد تقليل القيود على محتوى ما ينشر.
من الصعب الجزم ما إذا كان ماسك قد وفى بذلك، لكن هناك مؤشرات لمصلحته، فلو قارنا مقاربة «إكس» للمحتوى المتصل بالموقف من العدوان على غزة، بمقاربة «ميتا»؛ لوجدنا أن ماسك بدا أكثر تسامحا مع محتوى ما ينشره المتعاطفون مع أهل غزة، وعلى الرغم من أنه جرى حجب بعض المحتويات ذات العلاقة، فإن عددها لا يقارن بالعدد الكبير لما حجبته «ميتا» من حسابات ومنشورات؛ بل إن ماسك وفى رد على رسالة للنائبة الديمقراطية فى مجلس النواب الأمريكى ألكساندريا أوكازيو كورتيز اعتبرت قطع الاتصالات فى الأراضى الفلسطينية «غير مقبول»، أعلن عن استعداد خدمة «ستارلينك» التابعة لشركة «سبيس إكس» لدعم خطوط الاتصالات فى غزة مع منظمات الإغاثة المعترف بها دوليا، لكن إسرائيل لم توافق، ويذكر أيضا أن ماسك رفض توسيع نطاق التغطية فى شبه جزيرة القرم الواقعة تحت الإدارة الروسية، كما رفض السماح باستخدام أقماره الصناعية فى الهجمات الأوكرانية على القوات الروسية هناك.
بعد انقضاء عام على شرائه للمنصة، تم طرح السؤال عما إذا كان ماسك قد حقق الأرباح الكبيرة التى كان يتوقعها، على الرغم من أنه أعلن فى البداية أنه لم يشترِ «تويتر» لكسب المزيد من المال، وإنما «لمحاولة مساعدة البشرية التى أحبها»، وفق تعبيره. نشر موقع «ماشابل» المتخصص فى التقنية، أرقاما تشير إلى انخفاض الإيرادات الإعلانية للمنصة بنسبة بلغت 60 فى المائة، وكل شهر كانت إيرادات الإعلانات تنخفض، وأشارت رئيسة «إكس» التنفيذية إلى أن المنصة لديها حاليا 245 مليون مستخدم نشط يوميا فى الشهر الواحد، بخسارة تقارب 3.7 فى المائة، عن رقم 254 مليون مستخدم، الذى كانت تشهده المنصة قبل الصفقة مع إيلون ماسك.