جراحو القلوب.. ومشرط الحلم والحكمة - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 27 ديسمبر 2024 2:09 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جراحو القلوب.. ومشرط الحلم والحكمة

نشر فى : الجمعة 8 أبريل 2016 - 10:05 م | آخر تحديث : الجمعة 8 أبريل 2016 - 10:05 م
تمنيت لو كان بمقدورى نشر قرارات مجلس إدارة جمعية جراحة القلب والصدر المصرية والذى ينعقد يوم الجمعة ٨ أبريل ٢٠١٦ لكن ارتباطى بموعد طباعة الجريدة حال دون ذلك. لكننى أعرف أن جراحى القلب ومنهم زملاء وأصدقاء أعزاء لهم من الحكمة ووضوح الرؤية والمعرفة الوثيقة بمدى أهمية دورهم فى إنقاذ حياة الآلاف ممن يعجز طب القلب عن علاجهم وتوفير ظروف صحية إنسانية لحياتهم فى تفاصيلها اليومية: أعرف جيدا أنهم سينحازون للاختيار الحكيم الحليم الذى سيوئد الفتنة فى مهدها.

مجلس إدارة جراحى القلب ينعقد هذا الأسبوع لمناقشة تصريحات صدرت عن الأستاذ الدكتور حسام قنديل رئيس قسم القلب لطب قصر العينى لجريدة اليوم السابع الصادرة صباح الأحد ٣ أبريل.

٨٠٪ من جراحى القلب فى مصر «مالهمش لزمة» كان المانشيت الرئيسى للجريدة فى صدر صفحتها الأولى ليتكرر بنفس المواصفات فى الصفحة السابعة.

جاء فى التفاصيل أن هؤلاء الثمانين بالمائة لا عمل لهم وأن العشرين بالمائة الباقين خمسة فى المائة فقط منهم أكفاء. إنّا لدينا عددا من الجراحين أكثر من حاجتنا وأنهم «كل ما يشوفوا مريض يبقوا عاوزين يعملوا له عملية وهم بلا كفاءة».

حصلت على نسخة من الطبعة الثانية من الجريدة بصعوبة حتى أن بائع الجرائد ابتسم وهو يناولها لى مازحا: آخر نسخة والله!

قرأت كل المكتوب بعناية: فى الوقت الذى اتخذت فيه تلك التصريحات مكان الصدارة واشتعلت باللون الأحمر القانى جاء على استحياء فى سطور قليلة وبنط صغير غير مقروء للكثيرين: قصر العينى هو مدرسة الطب فى مصر والشرق الأوسط، ويضم كفاءات طبية وعلمية غير موجودة ربما فى العالم!!

وهى كنز!! عمليات القلب المفتوح تجرى فى قصر العينى منذ ما يزيد على ٣٠ سنة وبأعلى مستوى وتصل نسبة النجاح فيها إلى أكثر من ٩٥٪ يا سبحان الله أى تناقض إذن لا يصيب القارئ بالدهشة فى حديث حسام قنديل الذى أضاف أن هناك مرضى يموتون لعدم إجراء عمليات قلب مفتوح لهم إذا لم تتوافر القساطر والدعامات؟؟

بكل الأمانة التى أتمناها لنفسى أنا لا أدافع عن حسام قنديل فلديه بلا شك القدرة للدفاع عن نفسه وتوضيح موقفه وهذا شأنه الخالص.

أيضا لا أكتب عن فساد فى قصر العينى كما جاء فى بقية الموضوع لأنه لحد علمى هناك تحقيق يدور الآن بشأنه.

ما أتمناه أن يصدر عن الأستاذ الدكتور حسام قنديل تصرف واضح يوازى ما أحدثته تلك التصريحات المسيئة لجراحة القلب وجراحيها من غضب فى نفوس الزملاء الذى يصل عمل الكثيرين منهم إلى حدود الفن والإبداع، ولا أبالغ إذا قلت إعجاز.

أما الأهم فى نظرى فهو ما نادينا به كثيرا ولكن لا حياة لمن تنادى ــ أقصد ميثاق شرف جديد للعمل الصحفى يضع ضوابط واضحة وملزمة عند تناول قضايا تهم حياة الناس وتمس أوجاعهم. يجب أيضا أن يدرك الأطباء أن علاقتهم بالصحافة يجب أن تقف عند حدود نشر معلومات دقيقة وصحيحة عن قضايا الصحة العامة. عن الأمراض وطرق الوقاية منها عن موضوعات الساعة الصحية واهتمامات الناس برعاية أطفالهم. أذكر جيدا حينما توليت مسئولية صفحة الشروق صحة وتغذية أن شرطى الوحيد أن أحررها وحدى بالكامل، وأن تهتم فقط بالمعرفة الطبية والغذائية، وألا يطلب منى إدراج أى إعلانات فيها، وقد كان لى دائما ما طلبت حرفيا من إدارة محترمة تعى جيدا أن مصلحة الناس لا تتحقق بالإثارة والمانشيتات الحمراء.
التعليقات