يتصور الكثيرون أن أيام شهر رمضان الكريم قد تكون الفرصة الذهبية للتخلص من الوزن الزائد وبداية الاستعداد لحمية غذائية من نوع خاص يعتمد فى الأساس على فترة الصيام الطويلة أثناء النهار لكنهم يتفاجئون بأنه مع بذل الجهد ومحاولات ضبط النفس وحسن النية المفترض أن النتيجة غير مرضية وأن الصوم عن الطعام دون شرب الماء لا ينتج عنه خسارة فى الوزن بل قد يحدث العكس إذا ما ترك الإنسان لنفسه العنان عند الإفطار متصورا أنه بالفعل قد خسر وزنا فى مقابل جوع النهار. التجويع ينتج عنه العديد من التغييرات فى ساعة التمثيل الغذائى المرتبطة بعادات الإنسان الغذائية مما يتسبب فى نقص الطاقة الأمر الذى يدفع الإنسان إلى التهام كميات أكبر من الطعام.
الصيام يمثل بالنسبة للجسم تهديدا يدفعه لاكتناز الطاقة بدلا من تصريفها. هذا إلى جانب نقص المياه التى تعد الوسط الملائم دائما للتفاعلات الحيوية المختلفة فى الجسم.
إذا كانت لدى اليوم نصيحة مخلصة لمن يرغبون فى إنقاص أوزانهم والاحتفاظ بوزن صحى أن يجعلوا من أيام رمضان أيام يتهيأ فيها الجسم لحمية غذائية تبدأ بانتهاء أيامه فمن أساسيات نجاح الحمية الغذائية المقصود بها إنقاص الوزن: الحصول على قدر مناسب كافٍ من الماء على مدار النهار والتركيز على تنوع الطعام واحترام الهرم الغذائى بكل مجموعاته.
تجاهل مكونات الهرم الغذائى يعنى ببساطة التخلى عن أهم مبادئ البرنامج الغذائى الناجح لفقدان الوزن بصورة صحية: التنويع والتوازن والاعتدال.
التنويع هدفه الأساسى تأمين مختلف عناصر الطعام التى تحتوى كل ما يغذى ويفيد خلايا الجسم. التوازن يركز على الكميات التى يحتاجها الجسم من الهرم الغذائى، أما الاعتدال فيعنى الاكتفاء بكميات محددة من كل مجموعة فى الهرم الغذائى دونما زيادة أو نقصان.
يكفى فى رمضان أن يعمد الإنسان لاكتساب عادات غذائية صحية تكفل له الاحتفاظ بوزن دون أى زيادة مكتسبة منها:
التخلى عن عادة طلب الطعام من خارج المنزل فكلها منتجات عادة ما تحضر بصورة غير صحية يضاف إليها دائما ما يجعل له مذاقا مختلفا: الكثير من الدهون والسكريات والملح وكلها بلا شك تجافى قواعد الصحة والسلامة.
المنتجات التى تعرف دائما باسم «لايت» فيظن البعض أنها خالية من السكر الواقع أن من صنعوها يستخدمون ألوانا من السكريات الصناعية التى تطلق العنان للشهية.
الإسراف فى تناول الفاكهة الغنية بالسكريات كالتين والأناناس والمانجو والبلح وغيرها تحتوى قدرا عاليا من السكر لذا يجب الاحتراس من التمادى فى تناولها تحت زعم أن سكر الفاكهة مختلف. الواقع أن كل السكريات تتحول فى الجسم إلى سكر الجلوكوز.
عدم القيام بأى نشاط بدنى يهدد القدرة على إنقاص الوزن حتى لو اتبع الإنسان حمية غذائية قليلة السعرات. أفضل الحميات الغذائية تلك التى تتضمن الجهد البدنى المنتظم ولو فى أبسط صورة كالمشى.
التذبذب بين زيادة الوزن ونقصانه فيما يعرف بظاهرة «اليويو» يمثل خطرا حقيقيا على الإنسان منها مشاكل قلبية وعائية خاصة لدى النساء، فى فترة انحسار الدورة الشهرية. فقدان كتلة العضلات، ترهل الجلد وسقوط الشعر، نشأة الحصوات وقرحة المعدة والإصابة بالإمساك المزمن كلها مضاعفات لتلك الظاهرة.
استبدال الماء بأنواع العصائر المختلفة مثل عصائر الفاكهة والمشروبات الرمضانية المعروفة التى تستخدم فيها السكر بكميات كبيرة بالتالى بها الكثير من السعرات الحرارية.
الماء هو أفضل ما يمكن للإنسان تعود شربه فى مقابل كل العصائر أو المشروبات المحلاة.
ليكن شهر رمضان الكريم شهر اكتساب العادات الغذائية السليمة الصحية وليكن ما بقى من العام مجالا للحميات الغذائية التى تستهدف إنقاص الوزن مع مراعاة أن يتبع الإنسان نظاما غذائيا صحيا بمد الجسم بكل عناصر القوة مع عدم تجاهل أى مجموعة من مجموعات الهدم الغذائى. والالتزام بنشاط رياضى ملائم لسن الإنسان وقدراته البدنية.