قراءة متأنية لتقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء عن التدخين وأحوال المدخنين فى مصر فى اليوم العالمى لمكافحة التدخين تدق أجراس خطر عديدة.
ذكر التقرير أن عدد المدخنين فى مصر يتجاوز 13 مليون مدخن يستهلكون 80 مليار سيجارة من شراء 4 مليارات علبة سجائر مختلفة، وأن الإنفاق القومى يتحمل فى المقابل نحو 8 مليارات جنيه لدعم التدخين الذى يستهلك 22٪ من دخل الإنسان المدخن.
من الحقائق المفزعة أيضا أن حوالى 500 ألف من عداد المدخنين لم يتجاوز الخامسة عشرة وأن المدخنين أقل من عشر سنوات يتجاوزون 73 ألفا فى عددهم طبقا لإحصائيات عام 2007.
هذا ما يتعلق بالتدخين كشأن مصرى إذ إن التقرير تضمن أيضا بعضا من أخبار التدخين العالمية التى أعلنتها منظمة الصحة العالمية، يشير التقرير إلى أن هناك حالة وفاة كل 6 ثوان سببها التدخين وما يتبعه من أمراض ومضاعفات وأن أغلب الوفيات فى بلاد العالم النامى.
أرقام وحقائق تشير إلى تنامى أعداد المدخنين على اختلاف أعمارهم، وتشير أيضا إلى خطورة الأمر فالدخان لا يملأ رئة المدخن وحده إنما يحمله الهواء قسرا إلى رئات غير المدخنين من المحيطين به ومنهم الأطفال.
التدخين أيضا لا يقتصر على السجائر إنما يمتد إلى ما هو مختلف كالشيشة التى تحمل كل أخطار التدخين إلى جانب أخطار أمراض أخرى معدية مثل الالتهاب الكبدى والدرن الرئوى.
من المعروف أن مصر وقعت اتفاقية مكافحة التدخين التى تبنتها منظمة الصحة العالمية عام 2003 والتى تهدف لخلق إجماع عالمى على ضرورة مكافحة التدخين، فهل لنا أن نسأل ما الذى أحرزته جهود المنظمة من تقدم فى مصر؟.
الواقع أن الأمر يبدو الآن ــ وإن كنا نشترك مع العالم فى إطاره ــ ظاهرة مصرية محلية تحتاج لدراسة أعمق وحل مصرى يمكن أن يسهم فيه كل من يتصدى للعمل الاجتماعى سواء الجمعيات الأهلية أوالوزارات التى لها علاقة بالأمر كالصحة والشئون الاجتماعية والتموين والسكان.
انحسر خطر التدخين فى الشمال وما زالت رياحه تهب على الجنوب ونحن منه فهل من حل مصرى يبدأ من هنا؟