لم أستفد من زارة الثقافة المصرية بشراك نعل قبل الثورة أو بعدها، وإذا انتقدت وزارة الثقافة فظنى أنه لا شبهة حول كونى من الداعمين لأى أحد على حساب أى أحد.
منذ عدة أيام بدأت مجموعة من كبار المبدعين على رأسهم ا.بهاء طاهر، وا.سيد حجاب، وا.صنع الله إبراهيم وغيرهم ــ اعتصاما مفتوحا هدفه إقالة وزير الثقافة الجديد، وأنا أؤيد مطلبهم بإقالة الوزير، (مع تحفظى على اقتحامهم لمكتبه)، ولا أقيِّمُ هنا قرارات الوزير التى قد يكون بعضها صحيحا، بل أتحدث عن كونه غير مؤهل لهذا الموقع أصلا، وأتحدث عن آلية اختيار الوزراء والمسئولين.
حين أعلنت تأييدى لمطالب السادة المعتصمين وجدت بعض المعترضين، وبعض القراء المتسائلين عن سبب موقفى، والحقيقة أن الأمر بسيط جدا، فهو رجل لا يملك أى مؤهل ليقود هذه الوزارة.
قيل فى سيرته الذاتية إنه كان من ضمن الذين عملوا مع الراحل الكبير د.عبدالوهاب المسيرى فى موسوعته عن الصهيونية، والحقيقة أن هناك عشرات الباحثين الذين عملوا مع المسيرى (رحمه الله) فى هذه الموسوعة على مدار ثلاثة عقود، ولا شك أن السيد الوزير لم يكن من ضمن المساعدين الأساسيين للدكتور المسيرى، وإلا كنا قد عرفناه!
إن هذا الجزء من سيرته يدل على أنه يصلح مساعد باحث، لا أكثر.
أما إبداعاته فى مجاله فلا يعرفها أحد، فهو ليس من ضمن المونتيرين المعروفين فى عالم الفن والسينيما، ولا تاريخ له فى هذا المجال سوى بعض الأفلام القصيرة، وهذا يدل على أنه لا يملك منجزا ثقافيا كما قلت.
أما إذا حدثتنى عن قلمه ومؤلفاته فلا إسهام له سوى كتاب أو اثنين، وبعض المقالات فى جريدة الحرية والعدالة.
خلاصة الأمر هذا الرجل ــ مع كامل احترامنا ــ نكرة بين المثقفين، مجهول (بلغة أهل الحديث)، لا يعرفه أحد!
أما إذا حدثتنى عن سيرته المهنية، فمن الواضح أنه كان متعثرا دراسيا، فقد حصل على الدكتوراة وهو يقترب من الخمسين من عمره، وحصل على الماجستير وقد تجاوز الأربعين، وبالتالى لا يلومنى أحد إذا قلت إنه من غير المتفوقين دراسيا.
سيقول البعض إن الوزارة منصب سياسى، وهذا صحيح، ولكننا نتحدث عن رجل لم يدخل مجال السياسة طيلة حياته، وقد يقول آخرون إن الوزارة منصب إدارى، وهذا كلام عليه تحفظ، ولكننا أيضا أمام رجل لم يسبق له إدارة «كشك سجائر»!
إن حقيقة الأمر أننا أمام حالة تعسف فى التعيين، فقد عَيَّنَ الحاكم هذا الرجل فى مكانه لأنه من أهل الثقة، وأنا ضد هذا المنطق فى التعيين.
سيقول البعض إن وزارة الثقافة قد احتكرها تيار معين لعشرات السنين، وهذا صحيح، ولا بد لهذا الأمر أن يتغير، ولكن بمثقفين مصريين من اتجاهات أخرى، أما تعيين شخص دخيل على الثقافة لمجرد أنه من الإخوان فهذا بالنسبة لى مرفوض.
أقول ذلك وأنا أذكر أننى لم أستفد من هذه الوزارة فى كل العهود، ولا أريد منها شيئا.
والله من وراء القصد