ونحن اليوم نستقبل رئيسا جديدا منتخبا فى مصر ونودع أيضا رئيسا مؤقتا قبل مهمة أقل ما توصف أنها مهمة انتحارية فى وقت عصيب مرت به البلاد وأهم ما قدم هذا الرجل العظيم الرئيس عدلى منصور القدوة والمثل الأعلى لما يجب أن يكون عليه رجل الدولة فاسترجعت معه مصر قيمها العليا من حب الوطن وإنكار الذات والترفع عن الصغائر والسمو على الصراعات، هذه القيم التى فقدناها فى غفلة من الزمن، حيث اختلط الحابل بالنابل واصبح البعض يتباهى بالخروج عن الآداب العامة، وأصبحت كلمة السياسة مرادفا للألاعيب القذرة والمصالح الشخصية. فأعاد اعتبار القيم والمبادئ الأخلاقية السامية.
لعل خطاب الوداع للرئيس منصور يعبر تماما عن شخصيته فهى كلمة بليغة ورفيعة أقرب لأسلوب المرافعة دفاعا عن مصر وتاريخها ودفاعا عن آلامها وأحزانها ودفاعا عن دماء شهدائها ومصابيها. وأعتقد أنه لأول مرة فى التاريخ يقدم رئيس نصائحه ووصاياه لرئيس جديد أمام 90 مليون شاهد، فهو يوصيه علينا كما يوصينا عليه وعلى مصر ولم تكن الوصية الأولى بحسن اختيار المعاونين اعتباطية فكأنه يحذره من شلة المنتفعين كذلك يذكره بحقوق المرأة بطلة الانتخابات والتى نعول عليها كثيرا لدفع عجلة التنمية والارتقاء بالمجتمع كذلك احتواء الشباب مستقبل بلادنا ولم يغفل التأكيد على مسئولية الأزهر والكنيسة فى الحفاظ على وحدة الصف المصرى.
إن خطاب الرئيس منصور ليس خطابا كأى خطاب بل إنه أعطى الكل درسا فى المحبة والوطنية وإنكار الذات جنبا إلى جنب مع دروس فى التواضع والبساطة والبعد عن أى بريق فإنى أقول من كل القلب لهذا الرجل شكرا جزيلا، متمنيا ألا يقبل أى وظيفة سياسية بل يكتفى بمنصة القضاء الرفيعة فهناك يظل وتستمر مكانته الرفيعة فى عيون المصريون الذين أحبوه حبا كبيرا.