ما تمنيت أن أقولها قدر ما تمنيت أن أقولها اليوم بكل الصدق والحرارة لصديقتى العزيزة وقارئتى الأثيرة التى لا يخالجنى أى شك فى أنها وفقا لتعبيرها قرأت كل حرف فيها منذ البداية وحتى اللحظة.
صباح الصحة والسعادة يا عفاف يا عزيزتى التى تعلمت منها أكثر بكثير مما تدعى أنها تعلمته من صفحتى. سأنتظر دائما مكالمتك الأسبوعية بعد قراءتك المبكرة للصفحة. تعليقاتك الذكية الواعية الطريفة فى أحيان كثيرة.. آراؤك التى كانت تدفعنى دائما لمواصلة الكتابة فى موضوع ما تستشعرين أهميته. اقتراحاتك للكتابة فى مشكلات حتمية بعينها تصحيحك لأخطائنا المطبعية القاتلة أحيانا أو استبدال عنوان بآخر والذى حدث مرة واحدة خلال تسع سنوات متصلة لكن أبدا لم تخطئه عينك واعتبرته خطأ جسيما استحق أن أعاقب عليه حتى وأنا خارج البلاد.
قد تسأل عزيزى القارئ عمن أتحدث اليوم ومن هى صديقتى عفاف.
أتحدث عن سيدة مصرية.. مثل بديع للشخصية المصرية المهتمة بكل من حولها المهمومة بكل ما يدور فى وطنها. صاحبة رأى وملامح وطنية لا تخطئها عين لم تكتف برسالتها كأم وربة بيت متعلمة مثقفة فخرجت لمجالات الخدمة العامة وكان جهدها الواضح علامة فارقة فى أداء دار الحضانة التابعة للقوات الجوية والتى تسلمت إدارتها باقتدار إيمانا منها بقدراتها على احتواء كل متاعب الصغار وتحويلها لطاقات إيجابية استدعت إعجاب الآباء والأمهات. كنت أسمع عبارات الإعجاب بها.. حيويتها ونشاطها الدءوب وحكمتها فى معالجة الأمور فأردد بفخر: إنها صديقتى.
الآن تعبر صديقتى أحد مضايق الحياة التى قد يضطر أحدنا للوصول فيها مرغما فيبدأ فى شحذ كل ما يملك من همه ويستجمع كل ما أوتى من عمق تجارب مر بها ليواجه ظلمة النفق حتى يرى النور فى نهايته نعم صديقتى تواجه الآن تجربة المرض وقد كان من العلامات المبشرة أنه تم تشخيص حالتها بكفاءة مبكرا وقام على رعايتها فريق من أطباء على مستوى عال من العلم والخبرة أما الواقع أنها والحمد لله قد تخطت وقع المفاجأة بعزم وتصميم على مفاجأة المفاجأة بأخرى من نوع فريد، واجهت الأمر بشجاعة منقطعة النظير وفهم لحقيقة المرض ونوعيته وتداعياته وما يمكن أن يؤدى إليه وكيف يمكن أن يدعم الإنسان أجهزته لتواجه خطر انتشار الخلايا الغريبة. لم تتوقف عن السؤال عن كل شىء يتعلق بمرضها وما الذى يجب أن تتوخى الحذر منه وكيف يمكنها أن تدعم جهازها المناعى، كلها أسئلة تعكس فهما كاملا لحقيقة الموقف وكنه المرض.
صباح الصحة والسعادة عزيزتى فأنت فى الواقع تستحقين الصحة لأنك تدركين معنى الصحة وأن ما كان يطلق عليه فيما مضى المرض الخبيث هو الآن مرض يعامل ككل الأمراض المزمنة، أيضا تستحقين السعادة لأنك أبدا لم تبخلى بها على كل من حولك دون استثناء.
ادعوا معى فى أيام أقرب إلى الوجدان وأحب إلى القلب لصديقتى وصديقة صفحة صحة وتغذية الأثيرة بأن يمد الله عليها ظله وأن يمنحها عفوه ورضاه وأن يشفيها فهى من أكثر من رأيت فى حياتى حبا للحياة وأملا فيها.