حرب أخرى عنوانها.. تآكل شرعية إسرائيل فى العالم - أليكس فيشمان - بوابة الشروق
الجمعة 1 نوفمبر 2024 2:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

حرب أخرى عنوانها.. تآكل شرعية إسرائيل فى العالم

نشر فى : الخميس 8 يوليه 2010 - 10:42 ص | آخر تحديث : الخميس 8 يوليه 2010 - 10:42 ص

 مرة أخرى يطرح فى الآونة الأخيرة السؤال التالى: هل ستندلع حرب فى الصيف الحالى؟ لابد من القول إن هذا السؤال، فى ضوء أوضاع الشرق الأوسط، لا يعتبر سؤالا غبيا، ذلك بأن التقديرات لدى الموسسة الأمنية الإسرائيلية سبق أن تحدثت عن ثلاثة محاور تجرى فيها عمليات بناء قوة عسكرية فى مواجهة إسرائيل، تشمل كلا من سوريا وحزب الله و«حماس».ووفقا لهذه التقديرات، فإنه كان من المفترض أن تبلغ هذه العمليات مرحلة النضوج فى العام الحالى، وعندها، فإن احتمالات قيام العدو فى أى من هذه المحاور الثلاثة بشن حرب، تصبح كبيرة للغاية.

غير أن عمليات بناء القوة فى كل من المحاور الثلاثة لم تبلغ مرحلة النضوج حتى الآ، فحزب الله لم يتسلح بالكمية المطلوبة من صواريخ أرض ــ أرض الط ويلة المدى من طراز M ــ 600 بما يكفى لتهديد وسط إسرآئيل لفترة طويلة، وذلك لم يكن من قبيل المصادفة، وإنما بسبب تهديدات أطلقتها إسرائيل وأسفرت عن قيام العالم بممارسة ضغوط على السوريين لوقف تزويد الحزب بهذه الصواريخ.

كذلك، فإن حركة «حماس» لم تستكمل عملية إقامة التحصينات والتزود بالأسلحة المطلوبة، وذلك نتيجة الحصار المفروض على غزة وأساس من جانب مصر. ولا شك فى أن رفع الحصار مؤخرا سيسفر عن عودة وتيرة تزود هذه الحركة بالأسلحة والتكنولوجيا إلى الوتيرة التى كانت قائمة قبل قيام إسرائيل بشن عملية «الرصاص المسبوك» العسكرية على القطاع.

أما الجيش السورى فإنه لم يحقق القفزة التى خطط لها فى مجال تعزيز عناصر قوة الردع التى يملكها إزاء إسرائيل، بل إن آخر تقرير متعلق بميزان القوى العسكرية بين إسرائيل والدول العربية، والذى صدر عن مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية CSIS فى واشنطن أكد أيضا أن هناك انخفاضا فى مستوى القوة العسكرية التقليدية لسوريا، فضلا عن أن الفجوة العسكرية فى ميزان القوى بينها وبين إسرائيل لمصحلة هذه الأخيرة لم تتغير منذ أواسط الثمانينيات فى القرن الفائت.

فى موازاة لذلك كله، فإن الباحثين فى هذا المعهد الأمريكى يشككون فى احتمال انضمام سورية وحزب الله تلقائيا إلى حرب ضد إسرائيل بسبب نزوة إيرانية متعلقة بردة فعلها على تشديد العقوبات المفروضة عليها.وبشكل عام فإن تقرير المعهد نفسه يؤكد أن إسرائيل مستمرة فى الحفاظ على تفوقها فى مقابل أعدائها، بما فيهم إيران، فى مجالات كثيرة مثل الصواريخ الطويلة المدى، والذراع الجوية الإستراتيجية طويلة المدى، والأسلحة النووية، والمنظومات المضادة للصواريخ من مختلف الأصناف.

فى المحصلة العامة يمكن القول إن إسرائيل تتحدث عن خطر مصيرى يتهدد وجودها فى المستقبل من جانب إيران، فى حين أنها هى نفسها تشكل منذ فترة طويلة خطرا مصيريا على أعدائها كلهم، وهذا الخطر يتفاقم بصورة دائمة.إن أى عنوان من العناوين «الأمنية» فى الأسابيع القليلة الفائتة المتعلقة بالأزمة مع تركيا وأحداث قافلة السفن إلى غزة، ورفع الحصار المفروض على غزة، وقضية «الجندى الإسرائيلى الأسير لدى حماس» جلعاد شاليط لا ينبئ باحتمال اندلاع حرب فى الصيف الحالى، وعلى الرغم من أن هذه العناوين كلها كبيرة وصاخبة، فإنها لا تتطرق فعلا إلى الأخطار المصيرية الماثلة أمام إسرائيل، ذلك بأنها مرتبطة بـ«حرب أخرى» عنوانها تآكل شرعية إسرائيل فى العالم وتآكل مناعة المجتمع الإسرائيلى. وعلى ما يبدو فإن هذه الحرب، التى منينا بالخسارة فيها حتى الآن، هى التى ستستمر فى الصيف لكن بقوة أكبر.

التعليقات