هاتفتنى صديقة ــ أسعدنى أن قرأتْ حديث الصحة فى رمضان، الذى كتبت فيه عن تجربتى النباتية ــ لتطلب منى أن أكتب عن النباتية بوجه عام، إذا ما كانت تجربتى من نوع خاص؛ لرغبتها فى أن تنتهجها فيما بقى من أيام رمضان من باب التجريب. إلى صديقتى العزيزة وأعزائى ممن يهتمون بالنباتية أكتب هذا الصباح.
احتلت دائما تعاليم بوذا مكانا مرموقا بين ثقافات الشرق، واجتذبت من أهل الغرب الذين ضاقوا بثقافتهم وحضارتهم التى أعلت من شأن المادة على حساب الروح. شاعت تعاليم بوذا وانتشرت فى الغرب حسبما اعتنقها عدد كبير من الفنانين والمشاهير، وعرف الناس مفردات جديدة كرياضة اليوجا وفلسفتها ولحظات التأمل العميقة التى يتدرب عليها الإنسان حتي يمكنه أن يتحكم فى نبضه وسريان الدم فى شرايينه. أيضا فلسفة الطعام النباتى الذى يعتمد على تناول كل ما هو طبيعى لم يتم تصنيعه من طعام ويبتعد تماما عن أكل لحوم الحيوان والطيور ويتجنب الكحول والمنبهات.
اختيار أن تكون نباتيا لا يخضعك لأن تمتنع تماما عن تناول ما هو من أصل حيوانى. أن تكون نباتيا هو اختيار مبدئى يتبعه اختيار آخر بين ثلاثة أنواع يمكنك أن تختار منها.
ــ الاختيار الأول أن تكون نباتيا فقط فيما يتعلق باللحوم فلك أن تأكل كل أصناف الخضراوات والفاكهة مضيفا إليها السمك والطيور. لكنك هنا فى الواقع لا تحظى بإعجاب المجتمع النباتى فهم لا ينظرون إلى موضوعك بجدية.
ــ الاختيار الثانى: أن تكون نباتيا فيما يتعلق باللحوم والأسماك والطيور فلا تقربها وإن كان لك أن تتناول منتجات الألبان والبيض إلى جانب كل الخضراوات والفواكه والبقول.
ــ الاختيار الثالث: أن تكون نباتيا فى المطلق فلا تتناول إلا الخضراوات والفواكه ولا تقرب إطلاقا كل الأطعمة التى تأتى من أصل حيوانى أو منتجاتها.
الواقع أن هناك العديد من الفوائد التى تعود على الإنسان من تناوله للأغذية الطازجة النيئة كالفواكه والخضراوات والحبوب والمكسرات والتى لم يتم تدمير مكوناتها بواسطة حرارة الطهى أو طرق الحفظ المختلفة فتظل محتفظة بالطاقة التى اكتسبتها من الأرض والشمس.