أطفال سليم سحاب: «إنت شهادة ميلادى» - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 5:24 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أطفال سليم سحاب: «إنت شهادة ميلادى»

نشر فى : السبت 8 أغسطس 2015 - 9:50 ص | آخر تحديث : السبت 8 أغسطس 2015 - 9:50 ص

«لو ابنك بيعمل حاجة غلط علمه الصح.. لكن ما تكونش سبب إنه يهرب للشارع»، هكذا اختتم أحد الأطفال حديثه الذى وجهه للحضور فى حفل مبادرة «فن وحياة». المبادرة تتبناها مؤسسة كارنياس بالاسكندرية. الخبر كتبه الزميل الفنان روجيه أنيس، المصور الصحفى لـ«الشروق»، الذى حضر الحفل لينقل منه صورة بديعة لأحد المشاهد الدرامية.

المبادرة تتبنى فكرة دعم حياة أولئك الأطفال الذين سلبتهم الحياة براءتهم فخرجوا للشارع يهيمون على وجوههم فى معركة غير متكافئة بينهم وبين أقدار قاسية اختارتهم ولم يختاروها.

أطفال الشوارع تعبير مقيت عن واقع يعيشه الكثيرون من أطفال العالم.. عفوا.. أقصد بالطبع أطفال العالم الثالث وتلك أيضا تسمية استحدثها العالم ومنظماته للتعبير عن التمايز بين البشر. تأتى البرازيل على رأس قائمة دول العالم الثالث التى تعانى من ظاهرة عصابات أطفال الشوارع التى لا تقل خطورة عن عصابات الرقيق الأبيض والمخدرات. القتل فى الشوارع كالكلاب الضالة كان الحل الذى لجأت إليه الدولة للخلاص من المشكلة بدلا من التفكير فى حلها بصورة إنسانية تضمن لأولئك الأطفال الذين لا ذنب لهم إلا أن أسرهم تركتهم للشارع أن يعودوا إلى كيانات أسرية أو اجتماعية تضمن لهم الأمان والسلامة.

كثيرا ما أرقتنى تلك الظواهر البغيضة التى تجر الأطفال بلا ذنب إلى أقدار دامية: أطفال الشوارع، خطف الأطفال وإجبارهم على التسول أو استغلالهم فى أعمال دنيئة، سرقة أعضائهم أو الزج بهم فى أعمال النصب والاحتيال والنشل والسرقات. ظاهرة إجرامية يزداد تهديدها لأمن مجتمعنا فى السنوات الأخيرة تضيف إلى رصيد التخلف فيه عبئا أكبر وإلى همومه سوادا أعظم.

لكن يظل الأمل مصباحا يتراءى عبر النفق الطويل المظلم. أولئك البشر الذين قرروا بشجاعة أن يتقدموا للدفاع عن حق أولئك الأطفال فى حياة آدمية كريمة تضمن عليهم أمنهم وتعيد إليهم كرامتهم وقد تعيدهم لأسرهم ومجتمعهم.

حينما فكر الإنسان بقلبه كان لنا هذا الأسبوع أن نشهد تجربتين تستحقان كل التحية والاحترام. تستحقان أيضا كل الدعم من البشر العاديين من المجتمع والدولة ورئيسه الذى شهد فى يوم القناة أن المصريين أولوياته.

التجربة الأولى هى تلك الجهود التى تبذلها مؤسسة كارنياس لاستعادة أولئك الأطفال بالرسم والموسيقى والتمثيل وصناعة العرائس وإن كنت أتمنى أن يضاف العلم والتعليم أيضا لذلك البرنامج الرائع.

أما التجربة الثانية فتلك التى تعلقت بها القلوب فى احتفالية القناة: أطفال كورال العظيم سليم سحاب وهم يتقافزون فى فرح يشى ببراءة طفولية عذبة وهم يهتفون بحب مصر «إنت شهادة ميلادى».

قدم سليم سحاب لمصر ما يمنحه جنسيتها للمرة الثانية بدرجة «مصرى فوق العادة». تلك الدرجة الرفيعة التى تمنحها وزارة الخارجية لسفرائها أصحاب القدرات الخاصة والقامات العالية.

لماذا غاب سليم سحاب وعصاته السحرية عن الاحتفال مع أطفال؟ لعل المانع خير إن شاء الله.
المحرر

التعليقات