الشعب الحارس - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 11 أبريل 2025 10:02 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الشعب الحارس

نشر فى : الخميس 8 ديسمبر 2011 - 9:45 ص | آخر تحديث : الخميس 8 ديسمبر 2011 - 9:45 ص

أتؤمنون ببعض «الشعب» وتكفرون ببعض؟

 

ربما هذا هو السؤال الجوهرى الذى يتبادر إلى الأذهان، عقب انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات تماما، فإلى جانب الكثير من الملاحظات على المشهد الانتخابى المصرى، يتجلى استقبال النخبة للنتائج المصحوب بمزيد من الإحباط والدهشة مبررا فى سياق توازن يحمى التنوع السياسى والعقائدى فى مصر كانت، وما زالت ترغب فيه النخبة باتساع مساحتها من المنطقة الإسلامية الوسطية وحتى الجناح المدنى «الليبرالى واليسارى».

 

لكن غير المبرر على الإطلاق فى ردود الأفعال، هو تجهيل الجماهير أو اتهامها بعدم النضج كما كان يفعل النظام السابق، قلنا من قبل إنه لا توجد ديمقراطية تفصيل، وأن نتائج الصناديق لابد أن تقبل باحترام، وأن تقاوم فيما بعد بذات الآليات السياسية المحتكمة كذلك لصندوق الاقتراع، ويكفى أنك بت تملك أغلبية منتخبة فى اقتراع «غير مزور» وإن كانت تحوطه تجاوزات كثيرة، وتملك أيضا معارضة فاعلة، وتملك كفاءة تتوازى مع المتوسم فى رموزها.

 

صحيح أن استغلال التعاطف الدينى كان عاملا حاسما، لكنك أيضا لابد أن ترجعه لإرادة الجماهير التى رتبتت أولويات تصويتها، فوضعت من تعتقد أنه الأكثر تدينا فى مرتبة متقدمة فى هذه الخيارات، لا يليق إذن أن تتهم دائرة انتخبت سلفى بالجهل، ثم تزهو بدائرة اختارت ليبرالى باعتبارها الراقية والمفكرة، فكل ناخب لديه ترتيب أولويات يختار على أساسه، ومعركتك لابد أن تكون على الكفاءة وليس الانتماء الدينى، وهذه الكفاءة ليست حكرا على الليبراليين واليساريين، كما أن التدين وفهم الإسلام ليس حكرا على الإسلاميين.

 

يكفى أن تنظر لنتائج الإعادة لتكتشف أن الجماهير التى جرى اتهامها بدعم أكثر أصوات التشدد داخل التيار الإسلامى، أحدهما فى الإسكندرية قال إن الديمقراطية كفر وحرض على الأقباط وحط من حقوقهم فى المواطنة المتساوية، والآخر فى مدينة نصر استخدم أنصاره دعاية دينية صارخة ضد خصمه اعتبرت أن التصويت له خذلان للإسلام، أطاحت الجماهير بالاثنين، فى تأكيد حتى على المزاج الدينى المعتدل لدى غالبية الشعب المصرى، وطالما أن الشعب بهذا الوعى فلنحترم اختياراته كلها، لا أن ننتقى من اختياراته ما نحترمه ونهاجم باقى الخيارات.

هذه بداية حقيقية لجبر ما حدث من استقطاب وانقسام بمعايير غير سياسية وانتخابية، يتوازى معها مقاومة الفرز الطائفى والاستقطاب الدينى، ومقاومة الخطابات التى تحول الخصومات السياسية إلى خصومات فى الدين، وتقسم المجتمع إلى أهل الدين وأعداء الدين، وتذكروا أنه عندما فاز د.عبدالمنعم الشحات فى الجولة الأولى بالإسكندرية قال البعض هذا انتصار للإسلام، فهل انهزم الإسلام فى جولة الإعادة أم انهزم شخص اسمه عبدالمنعم الشحات وانهزم فهمه للإسلام ليس إلا؟

 

استمروا فى منح الشعب ثقتكم واحترامكم فهو أولى بها من غيره، امتلك إرادته ودورك أن تدعم أن يبقى ممتلكا لها إلى الأبد، وقتها سيحرس ثورته ويحمى نسيج مجتمعه وتنوعه واعتداله، وسيصحح اختياراته إن جارت إلى الشطط!

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات