يسقط الرئيس القادم - أحمد الصاوى - بوابة الشروق
الجمعة 11 أبريل 2025 10:09 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

يسقط الرئيس القادم

نشر فى : السبت 9 فبراير 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : السبت 9 فبراير 2013 - 8:00 ص

دعك من الرئيس الحالى، فالأرجح أنه صار عبئا على الوطن وعلى جماعته وحزبه، وهو فى النهاية ذاهب حتى لو استمر مختتما مدته، والحقيقة أن الرئيس المنتخب بعد الثورة حتى لو لم يكن محمد مرسى وكان أى اسم آخر، مصيره سيكون السقوط أيضا، ربما كان يحدث فارقا فى معالجة القضايا وفى الأداء ومستوى كفاءته، لكن المؤكد أن السقوط مصيره، ليس لأن هناك شارعا احتجاجيا يتحرك ضده، أو معارضة تحشد الملايين، أو لأن أداء سياسيا يفاقم الغضب، ويفرق ولا يجمع، ويشتت ولا يلم الشمل، ولكن لأن الفاتورة كبيرة تماما، والآمال والطموحات بعد الثورة أكبر وأكبر، وأجندة الثورة تختلف تماما عن أجندة الرئيس وجماعته وحزبه، وكذلك أجندة المعارضة وتكويناتها. 

 

تخيل أن الشارع هادئ سياسيا بلا مناوءة للنظام الحاكم، لكن هذا النظام لا يملك أى سياسات بديلة عن سابقه الذى سقط، يملك نفس أنماط الانحياز الاقتصادى، ونفس الذهنية الأمنية فى التعامل مع الملفات، وذات الموقف الإعلامى التطبيلى، وذات المساجد التى تدعو لأى حاكم وتنوم الناس بأحاديث الصبر والتعويض العادل فى الآخرة.

 

هذا نظام سيسقط وحده حتى دون معارضة نشطة، لأنه نظام كسابقه لا يعرف روشتة إلا روشتة صندوق النقد، ولا يملك حلولا إلا بمد الأيدى فى جيوب الفقراء، وفتح الأحضان على مصراعيها للأغنياء، وهذا شارع سيتحرك وحده حتى دون محفزات سياسية من معارضة فاعلة، بمجرد أن يذهب المواطن لشراء أنبوبة البوتاجاز بأضعاف ثمنها، ولا يجد غير 3 أرغفة فى اليوم، ويكتشف أن فاتورته ارتفعت لأن الوقود ارتفع والمواصلات ارتفعت وأسعار الغذاء والدواء ارتفعت، والخدمات الصحية والتعليمية تردت.

 

هل هذا دفاع عن مرسى؟

 

ربما.. لكن الأرجح أنه إدانة للمنظومة التى أفرزته وروجته وصعدت به على أمواج الثورة، وهى تعلم محدودية كفاءته بالتناسب مع التحديات، وتعرف أن جماعته مجرد «وهم كبير»، لا تملك أفكارا ولا سياسات ولا خبرات ولا كفاءات، هى فقط أرادت السلطة لتبدأ التفكير بعدها، وشغلها التمكين قبل الإنجاز، ولم تفكر قبل أن تجلس فى مقاعد السلطة، لأنها لو فعلت ما كان محمد مرسى خيارها، ولا كان هشام قنديل اختياره.

 

بالتوازى مع ذلك لديك معارضة اليوم شبيهة بالنظام كما كانت معارضة أمس، غارقة فى المزايدات دون أن يبدو امتلاكها لحلول وسياسات حقيقية، مثلما كان الإخوان غارقون فى المزايدة على نظام مبارك وسياساته، وعندما جلسوا على مقعد مبارك نفذوا ذات سياساته التى كانوا يرفضونها ويؤثمونها. 

 

ما معنى ذلك؟

 

معناه أن الرئيس سيسقط، والرئيس القادم سيسقط أيضا، إذا جاء من داخل هذا المجتمع السياسى بإخوانه وجبهته وأحزابه، خاليا من الأفكار البديلة والخيال السياسى والاجتماعى والاقتصادى الذى ينقل الأمم للأمام.   

 

سلطة اليوم ومعارضتها كانت مجتمعة معارضة لمبارك وجزءا من نظامه السياسى، والثورة حين قامت لإسقاط نظام مبارك هدمت أصله وتركت فروعه وتوابعه، هؤلاء جميعا تعلموا فى مدرسة مبارك حتى وهم فى معارضته وسجونه، وخيالهم لا يتجاوز خيال مبارك، وكفائتهم لا تتعدى كفاءة مبارك، وانحيازاتهم لا تختلف كثيرا عن انحيازات مبارك.

 

لذلك قامت الثورة ضد الماضى بكل مكوناته، من شباب ينتمى للمستقبل، لكن بعضا من الماضى مازال جاثما على الصدور، وإذا استمر سيسقط الرئيس القادم ومن بعد القادم.

أحمد الصاوى كاتب صحفي
التعليقات