الوقت الإضافى أم ركلات الترجيح؟! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الإثنين 10 فبراير 2025 9:53 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

الوقت الإضافى أم ركلات الترجيح؟!

نشر فى : الأحد 9 فبراير 2025 - 7:05 م | آخر تحديث : الأحد 9 فبراير 2025 - 7:05 م

** يدرس الاتحاد الأوروبى لكرة القدم إلغاء الوقت الإضافى، فى مرحلة خروج المغلوب من دورى أبطال أوروبا. ولم يتخذ قرارًا رسميًا بعد، فما سبب التفكير فى اتخاذ هذا القرار؟ هل الهدف تقليل زمن اللعب، باعتبار أن ذلك يمثل حماية للاعبين من الإجهاد؟ هل هو البحث عن لعبة ضربة الجزاء المثيرة للأعصاب؟ هل كرة القدم باتت فى حاجة إلى مزيد من التشويق والإثارة بالانتقال مباشرة إلى ركلات الجزاء فى حالة تعادل فريقين؟ هل يرغب الاتحاد الاوروبى فى لعبة الروليت الروسية المثيرة.

** نشاهد كرة القدم من أجل المتعة والبهجة، واللعبة فى مضمونها ليست فى حاجة إلى اختراع إثارة أو تشويق. ففى 8 يوليو 1982 كان ملعب «رامون سانشيز بيزخوان» فى إشبيلية مسرحًا للمباراة الدرامية بين المانيا الغربية وفرنسا فى الدور قبل النهائى لمونديال 1982، اعتبرت من أجمل مباريات كأس العالم. انتهى الوقت الأصلى بالتعادل 1/1، وتقدمت فرنسا 3/1 وكانت على مسافة 20 دقيقة للتأهل إلى المباراة النهائية لأول مرة، إلا أن الآلة الألمانية لم تتوقف وسجل الألمان هدفين لينتهى الوقت الإضافى بالتعادل 3/3. ثم تفوز ألمانيا بركلات الترجيح 5/4.. فكم كانت المباراة بزمنيها الأصلى والإضافى ممتعة؟

 ** وعلى مستوى البطولات الإفريقية كانت هناك العديد من المباريات النهائية التى حسمت بركلات الترجيح بعد التعادل السلبى، بعد انتهاء الوقت الأصلى والإضافى. فهل إلغاء الوقت الإضافى يمثل توفيرًا للجهد البدنى الذى يبذله اللاعبون أم أن ركلات الجزاء هى جوهر العدالة الذى يظنه الاتحاد الأوروبى؟

** الإجابة بوضوح إن الوقت الإضافى يمنح اللعبة مساحة لأن تكون أكثر عدلًا من الانتقال مباشرة إلى ركلات الترجيح. وإذا كان الهدف هو توفير الجهد على اللاعبين، فإن فيفا والاتحاد الأوروبى والاتحادات القارية باتت تخترع بطولات جديدة تزيد من إرهاق اللاعبين حتى إن متوسط الموسم بالنسبة لكثير من لاعبى كرة القدم يشهد اشتباكهم فى 70 مباراة خلال الموسم الواحد. 

** يرى خبراء كثيرون أن الفكرة تهدف إلى تقليل زمن مباريات لتسهيل الجدولة على شركات التليفزيون؟ ربما يكون هذا صحيحًا، لكن فى المقابل نشاهد كثيرًا حكم الفيديو المساعد، وهو يستغرق 10 دقائق لتحديد لمسة يد أو ضربة جزاء أو لعبة عنيفة؟ ومفهوم أن التليفزيون يحكم كرة القدم فى العالم، لكن إذا كانت شبكات التليفزيون سوف تستمر فى فرض خيارات جديدة على اللعبة فإن الأمر يهدد كرة القدم ويهدد جوهرها. إن الاجتهاد والعمل والتنظيم والحظ، يمنح حتى الفرق الأضعف كثيرًا فرصة إقصاء الفرق الأقوى. إن الدراما من أسرار كرة القدم، والمفاجآت يجب أن تستمر حتى ولو كان ذلك يعنى أن الفريق الأضعف سوف يملأ منطقة الجزاء بـ11 لاعبًا يلقون بأجسادهم فى طريق الكرة!

** إن إلغاء الوقت الإضافى سوف يسفر عن حسم المزيد من المباريات بركلات الترجيح. فهل هذا ما يريده عشاق اللعبة حقًا؟

** فى الدور قبل النهائى لبطولة دورى أبطال أوروبا عام 2022 بين ريال مدريد و مانشستر سيتى، سجل كريم بنزيمة هدف الفوز. فى الوقت الإضافى، وفى نهائى كأس العالم 2022 هل كان الانتقال إلى ركلات الترجيح مباشرة بعد التعادل فى الوقت الأصلى أكثر عدلًا؟

** لقد تقدمت الأرجنتين من ركلة جزاء نفذها ليونيل ميسى فى الدقيقة 23، وأضاف أنخيل دى ماريا الهدف الثانى فى الدقيقة 36 ثم سجل كيليان مبابى هدفين لفرنسا وتعادل الفريقان 2/2 فى الوقت الأصلى ثم تعادلا فى الوقت الإضافى 3/3. ثم فازت الأرجنتين بركلات الترجيح 4-2 ليفوزوا بكأس العالم للمرة الثالثة والأولى منذ نسخة 1986.

** كانت هذه هى المرة الثالثة التى يتم فيها تحديد بطل كأس العالم بركلات الترجيح (الأولى بطولة 1994 والثانية عام 2006). وشاهد هذا النهائى الدارمى والممتع، رقمًا قياسيًا بلغ 1.5 مليار شخص على شاشة التليفزيون، أصبح النهائى واحدًا من أكثر الأحداث الرياضية مشاهدة.. وظل الوقت الإضافى فرصة الأكثر عدلًا من ركلات الترجيح بالتأكيد؟

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.