** الشد على يد لاعبى منتخب مصر لكرة اليد بعد الخسارة أمام فرنسا، هو جوهر الرياضة. وتعبير هارد لك، هو جزء أساسى فى قيم الرياضة، وهو ليس احتفالاً بالتمثيل المشرف. وقد رأيت انقسامًا فى وجهات النظر بسبب خروج المنتخب من دور الثمانية، نصف يراه يستحق هارد لك، ونصف آخر يرى أن المنتخب يستحق النقد. وتلك مشكلة، أن تهدر قيمة من قيم الرياضة، وأن تكون الآراء انطباعية وعاطفية.
** أولا: منتخب كرة اليد هو أفضل فريق جماعى مصرى. وهو من إنتاج سنوات طويلة من العمل بسياسات واحدة، لصناعة نجوم اللعبة بداية من قيادة دكتور حسن مصطفى للاتحاد ونهاية بالاتحاد الحالى وما سبقه من اتحادات، وعندما تفوق منتخب كرة اليد ووصل إلى المستوى العالمى أصبحت للعبة شعبية كبيرة فى مصر، وتفضلت كبرى الشركات وكبار رجال الأعمال برعاية الفريق ودعمه ماليا، وكان من حسن حظ الجمهور المصرى المتابع للفريق والداعم له أن يتابع مباريات بطولة العالم على الهواء مباشرة وكان ذلك دعما مهما للعبة ولفلسفة الرياضة.
** ثانيا: هناك أخطاء متكررة. مثل التأخر فى الشوط الأول والانتفاض فى الثانى، ومثل سوء الدفاع، ومثل سوء التمرير فى بعض الأوقات، ومثل عدم العمل بالجناحين، ومثل بطء الهجوم المضاد، ومثل كفاءة دفاع المنافس كما حدث من الفريق الفرنسى، وكفاءة التسديد من خارج الدائرة، وكفاءة التمويه بلاعب يحجز دفاعنا ويخلى مساحة لزميله الذى يسدد بنجاح
** ثالثا: شأن كل رياضة. أصبحت السرعة والقوة البدنية من المهارات الفردية، وبالتالى من المهارات الجماعية للفريق. ومقارنة بالفريق الفرنسى كانت عند لاعبى المنتخب مهاراة فردية فنية ليس بينها القوة والسرعة، وهو أمر يذكرنا بمهارة البرازيل فى كرة القدم، لكن حين افتقدت البرازيل السرعة والقوة واكتفت بالمهارة الفردية فى زمن المساحات لم تعد السامبا هى الراقص الأول على مسرح كرة القدم.
** رابعا: النضال جزء أساسى فى الرياضة. والترجمة الرياضية للكلمة، تعنى بذل أقصى جهد كل لحظة، وشراسة فى الاشتباك والاستخلاص، وإذا كانت الروح القتالية والنضال ضرورة فى كل لعبة، فإن تلك الضرورة لا تعنى تعويض غياب مهارات جماعية وتكتيكية، ومنها ما كان السبب فى الهزيمة أمام فرنسا، بالهدف الذى دخل مرمانا قبل نهاية المباراة بثلاثة أجزاء من الثانية.
** خامسا: تكرار الخسارة فى أجزاء من الثانية كانت دراما قاسية، لكنها للأسف تكررت من قبل. ففى أوليمبياد باريس، خسر المنتخب فى قبل والنهائى أمام إسبانيا 28 / 29 قبل 25 ثانية من نهاية الوقت الإضافى.
وقبل ذلك فى دورة طوكيو الأوليمبية، خسر المنتخب أمام إسبانيا فى قبل النهائى 31/33. وفى بطولة العالم بالقاهرة 2021 خرج المنتخب من دور الثمانية بعد الخسارة أمام الدنمارك 3/4 فى رميات الترجيح بعد التعادل 35/35.
** الهدوء فى اللحظات الحاسمة، وإدارة المدرب من خارج الخطوط، وضياع التركيز مع التوتر والحماس، والتفكير فى ردود فعل الجمهور، ضمن أسباب ضياع الفرص فى بطولات عديدة، وهو أمر يجب معالجته بخبرات خبراء كرة اليد.. وبوضوح: هارد لك للاعبى الفريق الذين نفخر بهم وبمستواهم وبوصولهم للعالمية الحقيقية، فقد وصفت صحف فرنسا الفوز على منتخب مصر بأنه معجزة، ووصفت المنتخب بأنه مخيف.. وعلى الرغم من أخطاء تكتيكية وفردية يظل فريقنا ضمن دائرة القمة فى العالم.