أما بعـد... - غادة عبد العال - بوابة الشروق
الخميس 19 ديسمبر 2024 12:16 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أما بعـد...

نشر فى : الأربعاء 9 مارس 2011 - 12:54 م | آخر تحديث : الأربعاء 9 مارس 2011 - 12:54 م

 أما أيها الشعب الصبور اللى أعلنها عالية وفى صوت واحد: (إحنا ما عدناش بناكل من الكلام ده على فكرة)، حان الوقت دلوقتى إنك تعرف وتتأكد إنك قوة عظمى، تُسقط حكومات وتقيمها، تُسقط رؤساء وتنتخبهم، تحاسب فاسدين وتعاقبهم، زيك زى أى شعب فى أى دولة من دول العالم الأول، بل أهم لأن هذه شعوب ولدت لتجد حقوقها فى متناول يدها أما أنت فقد اقتنصت هذه الحقوق بيديك العاريتين، لكن خلينى اقولك على مفاجأة، اللى جاى أصعب بكتير، ما باتكلمش على سيناريو (الثورة المضادة) ولا عن أذناب النظام القديم ولا عن أسطورة أننا مازلنا نُحكم من شرم الشيخ، لا أتحدث هنا عن الإصلاح من القمة بل عن البدء فى الإصلاح من القاع.

بعد يوم 11 فبراير تبادل الكثيرون رسالة على موبايلاتهم بتقول، من النهاردة دى بلدك إنت، ما ترميش زبالة، ما تديش رشوة، ما تكسرش إشارة، بلدك وحافظ عليها... بعدها بأيام قليلة سمعنا عن مأساة البناء على أراض زراعية انتشرت انتشار النار فى الهشيم، وعن المدن الجديدة اللى تم اقتحام شققها وسرقة العفش اللى فيها، وعن ناس كتير استغلوا الشلل اللى حاصل فى المؤسسة الأمنية حاليا للاستيلاء على حقوق مش حقوقهم، لدرجة إنى سمعت عن عيلة استولت على كمين شرطة وقسمته وباعته محلات، كل دى كانت أحداث مهمة بتفوقنا من سكرة الانتصار، بعد أيام من الحياة فى (يوتوبيا التحرير) لازم نفوق ونعرف إننا بنحارب فى سرطان انتشر لمدة 60 سنة، مش بس فى السلطة، لكن فى النفوس والعقول، سرطان مش هينتهى بمجرد زيادة فى الأجور لأن فيه ناس أغنيا لكن اتعودوا يسرقوا ويرتشوا دون وجود «الحاجة» كسبب رئيسى للسرقة أو تلقى الرشوة.. فلازم ناخد بالنا، مش هينتهى بمجرد الإصلاح فى التعليم لأن اللى اتعلم من الأجيال اللى موجودة دلوقتى اتعلم خلاص، الجيل الجاى هيبقى أحسن بالتأكيد لكن الأجيال اللى موجودة دى هى اللى بتربيه..فلازم ناخد بالنا، اللى كان بيكسر إشارة ما كانش بيكسرها عشان مبارك كان رئيس ولا عشان أحمد عز كان معتقد إن البلد فى جيب بنطلونه اللى ورا وكل ما كان بيقعد كان بيطلع روحها، هو كان بيكسر الإشارة عشان شايف إنه يقدر يكسرها ولسنين اتعود على كده والمثل بيقول (لا يمكنك أن تعلم كلب قديم حيل جديدة).. فلازم ناخد بالنا، اللى كان بيتحرش لفساد أخلاقه أو زى ما كانوا بيبرروا له فى أجهزة الإعلام الفاشلة لأنه مش عارف يتجوز ،هيفضل يتحرش لفساد أخلاقه ولأنه مش متوقع إن حال البلد هيتصلح فى 3 شهور فهيعرف يتجوز بعد 5، لازم يكون فيه رقابة ذاتية، لازم يكون فيه رقابة مجتمعية زى ما هو لازم يكون فيه رقابة قانونية ومافيش رقابة من دول أهم من رقابة، لازم نبدأ مشاريع تنمية بإيدينا ما نستناش الحكومة ولا برامج التليفزيون ولا حملات مسحوق الغسيل تبتديها.

العمل التنموى دلوقتى أصبح فرض عين مش فرض كفاية، محو الأمية، التعريف بالحقوق السياسية والانتخابية، التأكيد على احترام حقوق المرأة، الخطاب الدينى المستنير والتأكيد على مكارم الاخلاق، حملات التنظيف، أطفال الشوارع، المتسربين من التعليم، تثقيف المحرومين من الثقافة من اللى بيعيشوا تحت خط الفقر، وغيرها وغيرها من المشاريع، لازم ندرك إن بلدنا كانت زى مريض السرطان ممكن عملية جراحية تستغرق ساعات تتخلص من الورم الكبير، لكن فى حالتنا محتاجين بعد كده نبدأ مرحلة علاج طويلة ومرهقة ومؤلمة مش بس للمريض لكنها أيضا مرهقة ومؤلمة للطبيب هو كمان، مش دعوة للتشاؤم ولا باقلل من انتصارات الثورة والحماس اللى بثته فى النفوس، لكن تحذير للى نفسه قصير وهيزهق بعد شهر أو اتنين، إحنا بنضف كوم زبالة بيتراكم بقاله 60 سنة تخيل حجمه النهارده أد إيه، خد نفس طويييييل وشمر أكمامك وياللا ننضف سوا.

التعليقات